الزواج بين الإنس والجن 1
عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من العلماء رحمهم الله عن زواج إنسي بجنية أو جني بإنسية ونسمع عن حالات كثيرة من هذه العلاقات جاءتنا مرة امرأة ومعها زوجها فقالت إن جنيا أرغمها على الزواج منه وأنه يمنع زوجها الإنسي من مضاجعتها وزوجها مذعور لا يبدئ ولا يعيدفما حقيقة هذا الأمر ؟ وهل ينتج عن هذه العلاقات أولاد ؟ وهل في ذلك حمل ووضع ؟ وهل تكون هناك عدة عند الانفصال بين الزوجين من هذا النوع ؟ إنها أمور تختلط فيها الأكاذيب والأوهام بالحقائق والممكنات مما يدعو إلى مناقشة ذلك بشكل علمي قائم على الدليل الشرعي أولا ثم على الدليل الملموس في حياة الناس المعيشة نسأل الله أن يوفقني وإخواني الكرام من أهل العلم في هذا الموقع إلى رفع اللبس عن بعضما يحيط بهذا الموضوع من ترهات والله الهادي إلى سواء السبيل
___________
الرد باذن الله تعالى :
أولاً : لم يرد - على حسب علمي - عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولو حديث واحد . والله أعلم .ثانياً : قال تعالى :{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }الروم54. قال تعالى : {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ }النمل39 . نستخلص من الآيتين أن الله تعالى خلق الإنسان من ضعف والجن لا يوصف بالضعف لأن الله قال عنه [وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ] كما في الآية اللتي تليها . ثالثاً : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1أن الله خلق الناس رجالاً ونساء . والجنية لا يقال لها نساء أما الجنة فيقل لهم رجال .
ثالثاً : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1أن الله خلق الناس رجالاً ونساء . والجنية لا يقال لها نساء أما الجنة فيقل لهم رجال .لقول الله تعالى :{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6وقد قال الله تعالى : ( وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء ) . وهنا نستدل من قول الله تعالى أنه لا يمكن أي ينجب جني من إنسي أو العكس . الرابع : قال تعالى : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72 . فتدلالة قول الله تعالى ( وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) أن الإنسان لا يمكن أن يتزوج من غير جنسه البشري أبداً . وقوله تعالى : ( وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً ) وهذا دليل على أن الإنسان لا يمكن أن ينجب من غير جنسه سواء كان ذراً أو أنثى . والله أعلم وأحكم خامساً :قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 . من ههذه الآية نستدل على أن الإنسان لا يسكن إلا لبني جنسه والمودة والمحبة لا تحصل إلا بوجود الزوجين من الجنس نفسة , وقد ختم الله هذه الآية بقوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21.
سادساً :قال تعالى :{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ }الرحمن15 والإنسان من طين فلا يمكن للطين والنار أن يجتمعا أبداً لأن الطين في ما والماء يطفىء النار . لذلك كل من يغضب فعليه أن يتوضأ لأن الماء يطفء النار والغضب من الشيطان . سابعاً : قال تعالى : {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49 لو أن الرجل يتزوج الجنية والجني يتزوج المرأة لما كان زوجين أبداً . إذ كل زوج يجب أن يتزوج من جنسه . ثامناً : لو فرضنا أن المرأة تتزوج بالرجل من الجن ما الذي يضمن للمرأة أن لا يأتي لها جني أخر يجامعها وهي لا تدري والعكس بين الرجل والجنية . تاسعاً : كيف يكون عقد الزواج بينهما ومن أين يكون الشاهدان من الجن أم من الإنس ؟؟؟؟ . أين رضى الوالد الذي لا يمنك للجنية أو المرأة الإنسية أن تتزوج من دون رضاه أو رضلا ولي أمرها . على فرض أن الجنية سوف تأتي بولي أمرها فكيف لنا أن نعرف أنه أبوها أو أخوها أو ولي أمرها ؟!؟!؟!؟!
قد تأتي بأحد الجن الكفار وتغريه ويدعي أنه ولي أمرها ...... ومع ذلك فالجن مفقودي المصداقة والثقة ولا عهد بين الجن والإنس إلا بالسحر الذي هو كفر بالله عز وجل . العاشر : قال تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27 الشاهد من الآية الكريمة قول الله تعالى : { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } وهذا دليل قاطع صريح بأن الإنس لا يمكن لهم أن يرو الجن إلا في عهد النبوة أو وهم متشكلون بشكل حيوان أو انسان . ومن قال أنه رآهم على حقيقتهم التي خلقهم الله علها دون تشكل فقد كذب . لو قال قائل : يكمن للجني أن يتشكل بصورة رجل ويتزوج من إمرأة من الإنس ؟ أقول هذا لا يمكن لأن الجن مفقودي المصداقة ومعدومي الثقة فلا توثق بالجن , ويمكن لرجل آخر من الجن أن يتشكل في نفس صورت الجني الشأول ويجامع المرأة الإنسية بالحرام فيكون زني وكذلك للرجل الإنسي إذا تزوج جنية على فرض أنها تشكلت بصورة امرأة فما الذي يضمن أن لا تأتي جنية أخرى وتتشبه بمثلها ويجامعها الرجل ظاناً منه أنها امرأته ويقع في الزنى والعياذ بالله. ( تلك عشرة كاملة ) ارجو من الله أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم إنه سميع مجيب الدعاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية