السبت، 19 سبتمبر 2009

قميص عثمان وبطانيات احمد عبد الحسين

غالبا ما يدعي الإعلاميون بأن حرياتهم مقيدة وان حرية التعبير منقوصة ومجروحة وكثيرا ما يتجه الإعلاميون إلى طرح مظلومياتهم وتضخيم همومهم – ولااقصد بالطبع كل الاعلامين – فهنالك أصوات غالبا ما تتعالى وتأخذ مع موجاتها الكثير .. تحفز وتحرض وتستغل حادثة او حديث للتشهير بالسلطة وانها مهيمنة وانها منتهكة .. وانهم منتهكون .. هذه المقدمة قد تقود او هي بالاصل جزء من استنتاج عن العلاقة الجدلية بين المؤثرات الفاعلة او الفعالة في التأثير على حركة المجتمع وتشكيل بناه قد تتعدد المؤثرات وقد يتألب خلف وحول كل مؤثر مجموعة تأثرت بالمؤثر او افادت منه وتتشعب الاسباب حول اهمية هذا المؤثر او غيره.

ومايهمنا في هذا الصدد هو سيطرة السلطة ..سلطة المال او سلطة الامكانيات وتأثيرها على المجتمع ..وعلى الفعل الجمعي ومايبرز منه او ينتج من معطيات هي بالتأكيد ذات تأثير كبير في تشكيل الوعي المجتمعي والمدني وحتى السياسي .. ولكن ومع تشكل المجتمعات المدنية الحديثة برزت الصحافة وبرز الاعلام يصورة عامة ليكون مراقب ورقيبا ومؤلبا ومحاسبا الذين يحيدون بالسلطة – بتسميتيها – نحو الاستبداد او محاولة شراء الذمم وثلم القيم الاجتماعية .. وهنا ايضا برزت جدلية جديدة وهي ..هل ان الاعلام يسيطر او يسير ويحد من جموح السلطة ام ان السلطة هي التي تقود الاعلام .. فالاعلام هذه الالة الضخمة بحاجة الى المال وقودها ومحركها ومن يملك المال اكثر من السياسين في بلد مثل العراق.. قد يبدو هذا المدخل طويلا او مطولا للدخول في قضية الاعلامين العراقيين الذين كما قلنا كثيرا مايتباكون على حرياتهم ويكيلون للمتنفذين والمتسلطين والحكومة انواع الذم والسب والشتيمة .

وفي حادثة الصحفي احمد عبد الحسين ( وقضية البطانيات) وموضوع اقالته او فصله ومن ثم العدول عن هذه القرارات وماصاحب او نتج عنه ومنه من مظاهرات حاشدة تتباكى على حرية الصحافة وانتهاك حقوق الصحافيين والاعلامين .. انقاد كثير من الاعلامين وتعاطفوا مع الصحافي احمد عبد الحسين وخرجوا وقلوبهم مدماة لفرط ماتعرض له هذا الرجل الرائع وكانت ( نيتهم خالصة لوجه الصحافة ولحرية التعبير ) ونصرتها وترسخيها ..وكان للقيمين على تلك المظاهرة تنطبق مع ما اسلفنا ولكن كان للبعض الاخر ممن تصدوا لتحشيد الاعلامين ودعوهم للمطالبة بكف يد السلطة عن الصحافيين والاعلاميين.. اقول ان هذا البعض كان يسعى لمجد شخصي ولاغراض تخصهم وحدهم ومايلفت الانتباه ان بعض الاحزاب السياسية عندما ارادت ان تستغل المظاهرة لتلميع صورة احزابهم .. انهال هؤلاء على تلك الاحزاب بالتقريع مستنكرين الطريقة التي تعاملت بها الاحزاب مع تلك التظاهرة وكيف انها تريد ان تجير القضية لصالحها والمفارقة ان هؤلاء الاعلاميون تعاملوا مع تلك المظاهرة بنفس الطريقة وكانوا يخططون كما قلنا للاستحواذ على تلك المظاهرة او استغلالها كما استغل قميص عثمان ..
بعض الاعلامين وهم المعروفون على مستوى الوسط الاعلامي ممن استغلوا هذه المظاهرة كانوا ومازالوا يتملقون السياسين ويمدحونهم في الخلوة معهم ويصمتون امام الاعلام أي انهم عندما يحضرون امام السياسي يمجدونه ويألهونه حتى يتكسبون منهم وهم هنا يستجدون السلطة ويستجدون سيطرتهما عليهم ويفرحون بها.. انهم يستجدون الرق.!. نرى هؤلاء الاعلامين – بالجمع والمثنى ان شئت – يتمدوون امام بعض السياسين ةليستغلونهم ماديا عن طريق مشاريع اعلامية قد تكون وهمية وفي افضل الحالات غير مجدية واقصد هنا غيرمجدية للسياسي فضلا عن الناس والاعلاميون هنا يستثمرون المشروع او يستغلونه ماديا للافادة منه عن طريق (الفساد المالي) كأن يرمم بناية او يستقدم كتاب او ينشئ للسياسي محطة اعلامية وعن طريقها يثرى ماديا ويجعل سلطة السياسي وسلطة الامكانيات نافذة وفاعلة .. لكن يبقى سؤال يثيرنا ويستفزنا.. هو لماذا نتباكى ونستذكربأستياء منذ مايقارب 1400 سنة عن استغلال البعض لقميص عثمان وهم يستغلون بطانيات

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية