الخميس، 28 مايو 2009

الأدلة القرأنية والسنه النبوية لى الأخافة من الله عزوجل سبحانه وتعالى


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وبعد

منزلة الخوف من أجل منازل العبودية وأنفعها وهي فرض على كل أحد قال تعالى : { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }

وقيل في معنى الخوف أقوال عديدة منها أنه ألم يلازم القلب المقبل على الله بسبب توقع المكروه في المستقبل
وهي منزلة عظيمة تبعث على عمل الطاعات وترك المنهيات وقمع الشهوات

والخوف أنواع هي :
1- الخوف من وعيد الله الذي توعد به العصاة وهذا من أعلى مراتب الإيمان .

2- خوف السر وهو خوف التعبد والتقرب الذي يمنع صاحبه من معصية من يخافه خوفاً من أن يصيبه بالفقر أو يسلبه نعمة ونحو ذلك ( بقدرته ومشيئته )
وهذا الخوف لايجوز صرفه إلا لله ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شرك أكبر .

3- الخوف المحرم وهو ترك الواجب كالذي يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مخافة الناس أو كحال بعض الوالدين الذين يمنعان أبنائهم من مصاحبة الصالحين خوفاً عليهم من الأمن .

4- خوف طبيعي كالخوف من العدو أو السبع أو الغرق وهذا لايلام عليه العبد
قال تعالى عن موسى عليه السلام : { فأصبح في المدينة خائفاً يترقب }

وعلى قدر العلم بالله ومعرفته يكون الخوف منه كما قال صلى الله عليه وسلم :
< إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية > ومن قل خوفه من الله فهو جاهل بالله وصفاته وعظيم قدره
قال تعالى : { وما قدروا الله حق قدره } الزمر 67

وقد وعد الله من خافه في الدنيا بالأمن يوم القيامه ففي الحديث القدسي: قال الله تعالى: ((وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين فإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة)) ابن حبان مرسلاً

وفي وقتنا الحاضر كان لزاماً على كل مسلم ومسلمة أن يسعيا جاهدين إلى أن يزيدا خوفهما من الله ويرعياه ، وأيضاً يزرعا خوف الله في قلوب أبنائهما
وهذا أوجب مايكون في وقتٍ أنتشرت فيه المغريات وعجت فيه الفتن .

من أبرز مظاهر قلة الخوف من الله :

1- تقديم الدنيا اهتماماً على الآخرة والشغف والتعلق بها فتجدون البعض يحرص عليها حرصاً شديداً ولا يريد أن يفوته منها أدنى شيء أما الأخرة فليست ذا بال لديه .

2- أداء بعض العبادات والفرائض وترك بعضها فتجدون مثلاً البعض منهم يؤدي جميع الصلوات في وقتها ماعدا الفجر يؤديها بعد طلوع الشمس أي بعد خروجها وقتها

وأعرف واحده عفى الله عنها حريصة جداً على صلاة التراويح في المسجد
إلا أنها متبرجة تلبس حتى البنطال أمام غير محارمها

وأخرى أشتكت لي أختها أنها لاتعرف الصلاة البته إلا في رمضان
لأنهم قالوا لها لن يقبل الله صيامكِ بدون صلاة فهي لذلك تصلي في رمضان

قال تعالى : { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم
إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب .. }

3- المجاهرة بالمعاصي قال صلى الله عليه وسلم : < كل أمتي معافى إلا المجاهرون > فتجدون البعض يفعل المعصية علناً مع علمه بحرمتها ولو وعض لأدعى بأن عمله حرية شخصية
وآخر يستهين بصغائر الذنوب وإذا وجهه أحد قال الله غفور رحيم

وقد قال صلى الله عليه وسلم < أياكم ومحقرات الذنوب > هذه المجاهرة دلالة على قلة الخوف من الله

ولو تأمل عظمة الله وشديد عقابه لما تجرأ على عمل مافعله وقد قيل
( لاتنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى من عصيت )

4- منها مانلاحظه من عدم الخشوع في الصلوات وعدم التدبر والتأثر حين تلاوة كلام الله الذي لو نزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله .

5- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلو رأى من يفعل المنكرات الظاهرة
لايسعى إلى تغيير المنكر بل يتركهم ويسكت خشية أن يلحقه أذى قولي

أو يقول لادخل لنا بالناس كلاً سيلقى جزاء عمله أو يقول وهل سأغير أنا هذا الكون وغيره مما يمليه عليه الشيطان ليحبطه به وهذا بدون شك يدل على ضعف إيمانه وقلة خوفه من الله قال تعالى :
{ لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون } المائدة

ثم أخوتي وأخواتي لو تركنا الأمر بالمعروف أنا وأنت وأنتِ وهو وهي
وجميع المسلمين ماذا سيكون حال أمتنا ؟ نعم إن الله ناصر دينه عملنا أو لم نعمل

ولكن الله جعل لكل شيء سبباً ويسر له السبل فنحمدالله الذي هدانا ثم يسر لنا خدمة دينه ووفقنا لأداء ما أوجبه علينا من الدعوة إليه ( نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا )

بعض الأمور الباعثة على الخوف من الله:

أي التي تحي خوف الله في قلوبنا
1- تذكر ماسلف من الذنوب واليقين بأن كل صغيرة وكبيرة مسجلة علينا قال جل وعلا: { ويقولون ياويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً }
2- تذكر الموت وسكرته وكربته والقبر وظلمته ووحشته وعدم الصاحب والأنيس ومابعده من الحشر والحساب.
3- تذكر عذاب جهنم وشدة العقوبة فيها وما أعده الله لأهلها من السلاسل والأغلال والزقوم والضريع

وتذكر كثرة الخصماء يوم القيامة الكل منهم يشكو مظلمته بين يدي الله من
غيبة أو نميمة أو سلب حق أو البهتان أو إلحاق أذى أو غير ذلك
كلٌ تعلق برقبته ورقبتها يطلب حقه حينها سيرجف قلبه ويرجف قلبها خوفاً من الله .

4- تدبر آيات الله في كتابه والبكاء والتباكي والتخشع حين قراءته ومنها آية البكائين تلك الآية التي كانت تبكي كثيراً من السلف طويلاً وهي قوله تعالى : { وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون } .

5- ذكر قدرة الله وسطوته وشديد عقابه ويقابلها ذكر ضعفك وضعفكِ عن احتمال عقابه فلا يستهان بمعصيته وكيف لنا أن نستهين بمعصيته وقد حبس في بطن الحوت نبياً من صفوة عباده خرج بين ظهراني قومه دون أمر من الله أو أستئذان فإذا كان هذا حال نبيٌ كريم فكيف بحالنا نحن .

6- أن نقرأ ونسمع قصص من أمتلأت قلوبهم من خشية الله كما حدّث أنس رضي الله عنه بقوله :
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ماسمعت مثلها قط قال :
< لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً > فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين .

فإذا كان هذا حال الصحابه وقد جمعوا بين الخوف من الله وحسن العمل فكيف بحالنا
نحن وقد جمعنا بين الأمن من مكر الله وسوء العمل .

وهناك قصة شاب من مصر ذهب لدراسة العلم في جامعة الأزهر وسكن لوحده
وكان يومه مابين الجامعة والمسجد والبيت وكان في طريقة يمشي بوقار ولا يلتفت إلى النساء

لاحظته جارته الشابة وفُتنت به والعياذ بالله .. فأتته في إحدى الليالي
وطرقت عليه الباب وكان يقرأ في كتب العلم على مصباح ( سراج )
ولما فتح الباب وجد به فتاة جميلة .. فقالت له لقد عدة إلى البيت متأخرة وطرقت الباب ولم يفتح لي أهلي والليلة كما ترى باردة فهل تأذن لي بالمكوث عندك حتى الصباح ثم أذهب لأهلي ؟

فأدخلها ثم جلس يقرأ بكتب العلم على سراجه فدخلت عليه في غرفته
وصدق رسول الله ماخلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما
ولما حدثته نفسه بها أخذ أصبعه ووضعه في نار السراج وقال لنفسه
( ذق هل تطيق على النار صبراً )
ثم يكف أصبعه وهكذا هو طوال ليلة كلما حدثته نفسه بها وضع أصبعه
في النار وقال ( ذق هل تطيق على النار صبراً )
ذُهلت الفتاة منه وفي الصباح الباكر ذهب إلى بيتها وذكرت وأفصحت لأبيها
مافعلته ومافعل ذلك الشاب وأقسمت بالله أن لاترضى بغيره زوجاً لها فأخذها أبوها وزوجها به.

7- ومما يزيد الخوف من الله سماع قصص الذين ساءت خاتمتهم والخوف من سوء الخاتمة فإنما الأعمال بالخواتيم وللحديث: ((إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)) متفق عليه .
وختاماً أخي وأختي لايغرنكما رؤية نفسيكما مجتهدين في الطاعات فحق الله علينا أكبر مما قدمنا كما أن كل ماقدمنا لايوازي أصغر نعمة أنعم الله بها علينا

أضيفا إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : < لن ينجي أحداً منكم عمله قالوا ولا أنت يارسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته > رواه البخاري .

وليكن أمام ناظرنا دائماً أن قلوبنا بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما شاء فلنسأل الله التثبيت دوماً


اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك
اللهم إنا نشكو إليك قسوة قلوبنا ونسيان أخرتنا ونسيان العمل بديننا
فاللهم لين قلوبنا بالإيمان واجعل الآخرة هي دار المقام

سبحان ربك رب العزة عم يصفون وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية