انا الدولة والدولة انا
ابتلى المرحوم لويس السادس عشر صاحب المقولة الشهيرة (انا الدولة والدولة انا). كما ابتليت المرحومة ماري انطوانيت عندما قالت ردا على متظاهري فرنسا الباحثين عن الخبز (لياكلوا الكعك) طالما لايوجد خبز. اما السيد فرعون صاحب مقولة (انا ربكم الاعلى) فحكايته حكاية, بل تحولت الى فضيحة بجلاجل عبر القرون والى يوم يبعثون. ليس هذا فقط فالاستاذ ميكافيلي تورط (ورطة كشرة) عندما وضع مجموعة تعليمات الى السادة الحكام لكي يضعوها اقراطا في اذانهم. اما فرانكو الذي ما ان قال له رجل الدين قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة فيما اذا كان يريد ان يقول شيئا لاعدائه قبل ان يفارق هذه الدنيا الفانية حتى التفت نحوه بتعجب وهو يقول .. ليس لدي اعداء فقد قتلتهم جميعا فكانه قد سب (العنب الاسود). فكلما اردنا ان نتناول وعود وزير الكهرباء بشان تحسين الطاقة الكهربائية حتى ذهبنا الى التاريخ لنستحضر مقولة انا الدولة والدولة انا للسيد لويس السادس عشر. وكلما تطرقنا الى وعود وزارة التجارة سواء بتحسين مفردات البطاقة التموينية او تنفيذ وعودها بحجبها عن كبار السادة الميسورين ـ عفوا المسؤولين ـ حتى نركض الى اقرب كتاب عن تاريخ اوربا الحديث لنقول انهم كلهم مثل ماري انطوايت التي دعت فقراء بلادها الى اكل الكيك (مدري كعك) بدلا من الخبز وكاننا نريد الادانة فقط لا البحث عن حلول. وما ان نتناول طريقة واسلوب كبار السادة المسؤولين في ادارة دفة الامور في الدولة بمن في ذلك خلافاتهم بشان من حلف على الدستور اولا .. مجلس الرئاسة ام رئيس الوزراء حتى ذهبنا الى قصص القران وقلنا (اشدعوة يا جماعة .. الم يقل فرعون انا ربكم الاعلى .. شنو اللي حصله). وكلما اردنا الحديث عن الاربعاء الدامي (بقية ايامنا غير دامية .. لدينا فقط اربعاء واحد دامي) وبدلا من ان نقول ياجماعة يجب ان ياخذ الشعب الحيطة والحذر من الاعداء الذين لايفرقون بين عراقي وعراقي بدليل انهم يضربون في كل الاماكن والمناطق حتى ينبري من (يتاستذ) برؤوسنا ليقول (انتو اشمدريكم نايمين ورجليكم بالشمس .. هذا اسلوب ميكافيلي .. الغاية تبرر الوسيلة ). نعم ندري والله ولكن ماهو الحل؟ هل نظل نلعن لويس السادس عشر وماري انطوانيت والفراعنة وميكافيلي وداخل حسن وحضيري ابو عزيز لمجرد اننا نؤمن ايضا بالمقولة الخالدة (ابوي مايقدر غير على امي). هناك من يحاجج ويقول ان مشكلة حكامنا انهم جميعا يعتقدون انهم هم الدولة وان الدولة هم. وبالتالي فانهم يجمعون في ان واحد بين (تسلط) لويس السادس عشر و (بطرنة) ماري انطوانيت و(تجبر) فرعون و(حرباوية) ميكافيلي و (دموية) فرانكو (هناك من يقول ان مايجري من جرائم انما هي مجرد تصفية حسايات بين المسؤولين تسبق الانتخابات) ومع ذلك فانهم من اجل ان يفوزوا جميعا بالانتخابات القادمة فانهم لايتوانون عن فعل اي شئ طالما يعقتدون ان كل مايجري انما هو من اجل المصلحة العليا. وان هذه المصلحة العليا تقتضي التضحية بالغالي والنفيس. وبما ان الشعب غال ونفيس جدا.. بل هو اغلى من الذهب والياقوت وكل الجواهر والالماز بل وكل كنوز الدنيا بالنسبة لهم فلا ضرر ولاضرار ابدا من التضحية به عند كل اربعاء دام او جمعة حزينة طالما ان المسيرة ماضية وخارطة التحالفات سائرة على قدم وساق. فهذه القائمة قررت الدخول في تلك القائمة وذلك التيار قرر الانضمام الى هذه الكتلة وذاك الحزب يدرس التحالف مع تلك الحركة وفي الحركة بركة وصناعة الزعامات قائمة قاعدة لدينا طالما ان المفاهيم تغيرت وكذلك مصطلحات التاريخ من انا الدولة والدولة انا وحكاية الخبز والكيك وانتهاء بمقولة الغاية والوسيلة وياقلبي صبرا على ماكنت تهوى وعمي يبياع الورد .. فالمسالة ابسط كثيرا مما نتصور فالادانة حاضرة والاعداء جاهزون والاعترافات بعد خمس دقائق من وقوع الجريمة اية جريمة وفي اي اربعاء شريطة ان يكون داميا وفيه المزيد من تصفية الحسابات من اصحاب نظرية .. هم الدولة والدولة هم.. يسقط لويس السادس عشر وعادل امام وناصر حكيم .. يعيش الزعماء يايعيشوو
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية