عضو بـ «الوطني»: جمال مبارك لا يصلح رئيساً ولا حاكماً لبلد مثل مصر أكد أن عام 2010 سيكون حاسماً لتحديد مستقبل مصر
جولتنا الصحافية تبدأ من «المصري اليوم» التي نقلت تصريح جمال مبارك، أمين السياسات في الحزب الوطني بأن عام 2010 سيكون حاسماً وسيحدد أموراً كثيرة في مستقبل مصر، لكنه لم يقدم توضيحات عن هذه الأمور. كان جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطني، عقد لقاءين مع أهالي نصر النوبة، والقيادات الشعبية والحزبية في أسوان، بحضور وزراء الإسكان والزراعة والري والصحة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية. وقال إن مصر لن يهدأ لها بال إلا بعودة جميع الحقوق العربية، وأكد أنه لولا تحرير سيناء وإبرام معاهدة السلام لما تحققت التنمية، وذكر أن دولاً ومجموعات تتربص بمصر. ووعد جمال مبارك أهالي النوبة بدراسة مطالبهم بتخصيص دائرة انتخابية لهم حال الاستقرار على إجراء تغيير في شكل الدوائر، وقال: «نحن نستفيد من لقاءاتنا مع القيادات الطبيعية، لأن كلامهم عقلاني، على عكس بعض الناس الذين ليس لهم في الموضوع، ويتمسحون فيه - يقصد قضية النوبيين - ولا يعرفون شيئاً عن المشكلات». واعتبر نجل رئيس الجمهورية أن المطالبة بعودة أهالي النوبة للمعيشة على ضفاف بحيرة ناصر غير منطقية، والأفضل - حسب قوله - هو بناء مساكن للمغتربين في وادي كركر وخورقندي، وأكد أن البحيرة تحتوي المخزون على الاستراتيجي لمصر من المياه، ولابد من الحفاظ عليها ومنع إقامة مشروعات سكنية حولها، وطالب أهالي النوبة بالتعايش مع الواقع. وذكر أنه تم اعتماد 1.4 مليار جنيه لإقامة 5221 مسكناً قرب البحيرة، تعويضاً للنوبيين غير المقيمين، وأعلن موافقة الدولة على توفيق أوضاع 30 ألفاً من أبناء النوبة المقيمين في أسوان منذ تهجيرهم في الفترة بين 1902 1923. تهريب الحرامية كتب جمال فهمي في صحيفة الدستور يقول «اقرأ واشكر والنبي» وذلك تعليقا على خبر الأهرام الآتي : «ضوابط لعودة رجال الأعمال تجنبهم الحبس الاحتياطي... أعلن مصدر قضائي بارز عن أن رجال الأعمال المتعثرين الهاربين خارج مصر يمكنهم العودة إلى البلاد بعد استيفاء إجراءات تجنبهم الحبس احتياطيا بمجرد وصولهم إلى المنافذ الرسمية للدولة كالمطارات، وأوضح المصدر أن رجل الأعمال الهارب الراغب في العودة لتسوية أوضاعه يتعين عليه إخطار النائب العام من خلال طلب يوضح موقفه في القضية أو القضايا المتهم فيها والصادر فيها أحكام قضائية، ثم يرسل صورة من تذكرة السفر وموعد العودة وخط الطيران مرفقة بطلب لرفع اسمه من قوائم ترقب الوصول لتجنب حبسه احتياطيًا بمجرد وصوله» .. ويعقب جمال : قرأت وانبسطت..؟! OK .. بقي إذن أن تعرف أن هذه السطور التي قرأتها منقولة بالنص والحرف من خبر منشور في صفحة «الأهرام» الأولى يوم السبت الماضي (!!) وكان العبد لله كتب منذ أكثر من عشر سنوات ممتدحا ومشيدا بنشاط وكفاءة «الهيئة القومية لتهريب كبار الحرامية» من البلاد، وشرحت الآلية المبسطة المتحررة من قيود الروتين الحكومي التي تعمل بها الهيئة، وتوقعت أن رئاستها معقودة لحرامي من ذوي الخبرة بدرجة وزير على الأقل، وقد أسهبت آنذاك في وصف الإجراءات والأوراق الرسمية التي يتعين على الحرامي الراغب في «الفلسعة» من البلد اتباعها واستيفاءها لضمان هروب «رسمي» آمن ومريح جدا تحت إشراف ومساعدة خبراء الهيئة الذين سيكونون في شرف وداعه من قاعة كبار الحرامية في المطار، هو والمدام والأولاد.. هذا في حالة ما إذا كان الحرامي الهربان متزوجا ويعول. وقتها كنت مملوءًا بالفخر وموهومًا بأنني حلقت بعيدًا وعاليًا في سماء المسخرة الرحبة وحققت انفرادًا وسبقًا صحفيًا تاريخيًا عالميًا، لكني أعترف الآن بأن خبر «الأهرام» المنقول أعلاه أحبط غروري ودمر معنوياتي وجعلني أشعر أكثر من أي وقت مضي بأن البعيد، «حمار».. فالهيئة التي كنت أظنها «معلنة وغير مُعلمة»، بمعنى أن وجودها ـ كبعض الأجهزة الأمنية الحساسة ـ معروف ومعلن إلا أن دقائق عملها ونشاطها محجوب ومحظور، تبين أنها معلومة ومكشوفة ومفضوحة تماما ولا تعاني أخبارها أي حجب أو حظر بل ـ بالعكس ـ ظهر أن الهيئة لها ناطق رسمي باسم حضرتها سماه خبر «الأهرام» من باب الدلع، «مصدر قضائي بارز» مهمته تبصير الرأي العام بإنجازات الهيئة وإسداء النصائح والإرشادات للإ خوة الحرامية!! هذا المحروس «البارز» فاجأني أيضا بأن اختصاص الهيئة الموقرة والمهام التي تضطلع بها جنابها لا تتوقف ـ كما كنت أعتقد ـ عند حدود تأمين هروب الحرامي بالسلامة، بعدما يشعر بأنه شبع واستكفى خلاص، وأن كرش سيادته فاض بالسحت والثروة الحرام حتى لم يعد فيه متسع لأي زيادة، وإنما بدا مما قاله «البارز» أن مسؤولية الهيئة تستمر بعد ذلك وتمتد لتشمل السهر على رعاية الحرامي في الغربة، حتى يزهق ويمل ويقرر العودة لحضن أمه مصر، عندئذ ما عليه إلا إخطار معالي «البارز» الذي لن يضيع وقتا كثيرًا قبل أن يتصرف ويتحرك هو وزملاؤه من أجل توفير جميع وسائل الراحة والأمان للحرامي العائد بما في ذلك غل يد القوانين وشلها، وتعطيل الأحكام القضائية بعد أن يسقيها «حاجة أصفرة»، ومن ثم تستعد الهيئة لحفل استقبال الحرامي في قاعة كبار الحرامية العائدين بمطار القاهرة.. سأل د. عمار على حسن في صحيفة المصري اليوم أحد أعضاء أمانة السياسات بالحزب الحاكم أثناء رحلة بالقطار: هل بات المسرح مهيئاً لقدوم جمال مبارك؟ وما إن لسع السؤال رأسه، حتى اكتست ملامحه بغضب عارم، وقال متهكماً: شغلتم الناس بقضية فارغة. فعجبت لكلامه وقلت له متعجباً: توريث الحكم أمر فارغ. فقال: ليس هناك توريث على الإطلاق. فقلت له مستوثقاً: أبداً.. أبداً. فقال دون أن تفارقه صرامته: نعم. فسألته: على روعة ما تقول، فإنه لا يغني عن معرفة السبب.. فما هو؟ فصمت برهة وأجاب: لأن جمال لا يصلح رئيساً لبلد مثل مصر. فقلت له على الفور: ربما يكون هذا رأيك الشخصي. لكنه أنكر كلامي، وقال: هذا رأي كثيرين. فسألته: هل هؤلاء من هوامش أمانة السياسات؟ فأجاب في ثقة متناهية: بل رأي مجموعة كبيرة من الأساسيين، بمن فيهم أعضاء في المكتب السياسي ذاته. وهنا دخل الشك قلبي ففرت الفرحة منه، لكني واصلت الحديث، فالطريق لا يزال طويلاً، وقلت له مستدرجاً: هذا كلام غير مقنع، كل من يتابع المشهد بإمعان يدرك أنهم يحاولون أن يجعلوا الترتيب لجمال مبارك قدراً سياسياً لا فكاك منه. فقال بعد أن وضع عينيه في عيني وأخفض صوته: مصر بلد كبير، وجمال ليست لديه خبرة كافية لإدارة دولة بهذا التعقيد، وذلك الميراث الاجتماعي، والظروف الاقتصادية الصعبة، ناهيك عن السياق الخارجي الذي التف حول عنقنا، ويسعى إلى خنقنا. ويضيف عمار: يتردد أن الرئيس مبارك فاتح بوش في هذا الموضوع، لكن دعك من كلام قد يحتاج إلى من هم فوقنا ليصلوا إلى المعلومات الدقيقة بشأنه، فما يراه كلانا واضحا في هذا المسار، وهو اصطحاب الرئيس لنجله في زيارته لواشنطن. وهنا قال صاحبنا في رد مفاجئ: طبيعي، ألم تكن هدى عبدالناصر تساعد والدها؟ فنظرت في عينيه ملياً، وقلت له: يا رجل لا تذكر كلاماً أنت لا تقتنع به، هدى لم تكن تصطحب معها وزراء في زيارات ميدانية، ولم تكن تتصرف على أنها فوق رئيس الوزراء نفسه، ولم تكن قيادية في الحزب الحاكم، ولم تكن تقوم بزيارات ميدانية، يرتب لها سياسياً وأمنياً بطريقة متطابقة مع ما يتم تدبيره لزيارات الرئيس نفسه. وهنا سألته: ألا تعرف أن الوزراء يذهبون بملفاتهم إلى جمال؟ فسألني: ما مصدر هذا الكلام؟ فأجبته: مستشار أحد الوزراء البارزين في الحكومة الحالية. وسادت لحظة صمت قطعها هو قائلاً: حتى لو جاء جمال إلى الحكم فإن هناك هواجس من قدرته على الاستمرار. فسألته: هواجس لدى من؟ فأجاب: لدى قيادات في الحزب والأمن وغيرهما ولدى واشنطن التي يهمها أن تبقى مصر مستقرة. ثم حك ذقنه بأظافره وقال: إذا كففتم عن الكتابة حول التوريث فقد يتراجع المشروع. فضحكت وقلت له: لم نختلق شيئاً من عدم. ولاحت المحطة فنظر إلى حقائبه، وسألته وإن أهمُّ منصرفاً: هل هذا الحوار للنشر؟ فضحك وقال: انشر ما تريد لكن لا تذكر اسمي.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية