الثلاثاء، 21 أبريل 2009

خيانة علماء السوء للإسلام والمسلمين ودورهم المشبوه في مناصرة المشركين

خيانة علماء السوء للإسلام والمسلمين ودورهم المشبوه في مناصرة المشركين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
فإن الغرض من هذا المقال ليس الانتقاص من أحد من الناس وإنما بيان الحق لأهل الإيمان وليس ذكر العلماء مقصودي على الإطلاق إنما قصدت ذلك الصنف من العلماء الذين قال فيهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) :
(( إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ))
وإلا فإن لحوم العلماء مسمومة
فالعلماء الصادقون هم :
سياج الأمة ودرعها الواقي في كبد الأعادي هم السهام النافذة والصيحات الزاجرة لكل من اعتدى على هذه الأمة أو حاول النيل منها أو عطل العمل بشرع ربها هم من دافع عن الدين في صرامة ويقين وتيقظوا لكيد الكائدين وحقد الحاقدين .
وليس علماء الأمة ما إن انتصر المجاهدون تظاهروا بأنهم كانوا لهم من المناصرين وما إن هزموا تبرؤا منهم وادعوا أنهم من الخوارج المارقين وأنهم كانوا لهم من الناصحين .
وليس علماء الأمة من يحكم على الحاكم أنه من المؤمنين فإذا انعزل صاروا له من المناوئين
(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (النساء:143)
وبعد :
فخيانة العلماء للأمة خطر عظيم وزلل في الدين وخيم ولكن لهذه الخيانة مقدمات ينبغي على العاقل أن يفهمها ويدركها ليميز الخبيث من الطيب ولا يقع في الصادقين من علماء الأمة المخلصين .
ومن أعظم تلك المقدمات دخولهم على الحكام فالنية تحسن في أول الدخول ثم يكون الخطر العظيم من ذلك ما قاله ابن الجوزي رحمه الله :
وفي الجملة فالدخول على السلاطين خطر عظيم لأن النية قد تحسن في أول الدخول ثم تتغير بإكرامهم وإنعامهم أو بالطمع فيهم ولا يتماسك عن مداهنتهم وترك الإنكار عليهم .
وقد كان سفيان الثوري يقول :
(ما أخاف من إهانتهم لي إنما أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم ) .
فهذه بداية المقدمة ويكون من نتائج ذلك الدخول ومن ثم التغير بالإكرام لهم والإنعام عليهم تلك المفاسد من المداهنة وترك الإنكار عليهم وأوجه أخرى ذكرها رحمه الله
فقال :
فيقع بذلك الفساد لثلاثة أوجه :
أولا
أن الأمير يقول لولا أني على صواب لأنكر علي الفقيه ( وهذه خيانة العالم الأولى للحاكم )
ثانيا :
أن العامي يقول لا بأس بهذا الأمير ولا بماله وأفعاله فإن فلانا الفقيه لا يبرح عنده(وهذه الخيانة الثانية للعوام)
ثالثا :
أن الفقيه يفسد دينه بذلك ( وهذه الخيانة الثالثة لنفسه )
ثم هل يتوقف الأمر عند ذلك :
فمن صور التلبيس والتدليس على الأمة وخيانتهم لها لوي أعناق النصوص واستغلالها لأهوائهم وشهواتهم فانظر إلى خيانتهم في كيفية التعامل مع النصوص ولوي أعناقها فاستدلوا بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه على عدم جواز نقض عهد الكافر وذمته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ) وغيرها من الأحاديث الدالة على وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق .
ولبسوا على المسلمين أن هذه العهود والمواثيق غير قابلة للنقض و مؤبدة لا تقبل الانتقاض ولو بأي شكل من الأشكال من مفهوم فتواهم وخطاباتهم ، وإلا لو كان غير ذلك لما قالوا بوجوب الوفاء لهم بعهودهم ومواثيقهم بعد ما نقضوها مع المسلمين إلا أن يكون سب الله والرسول واستباحة أعراض المسلمين وقتل أبنائهم واغتصاب أراضيهم ومناصرة عدوهم لا تنقض العهود ؟!
فما الناقض لها إذن !!!
قال تعالى :
(وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) (التوبة:12)
فهل بين هؤلاء العلماء مدلول هذه الآية للمسلمين وأن لا عهد لهم ولا ذمة ؟!
وهل بينوا لهم الشروط العمرية وكيف ينقض العهد ؟!
وهل بينوا للناس حكم من أعطاهم العهد والميثاق وهم يسفكون دماء المسلمين ويغتصبوا نساءهم ويحتلوا وينجسوا مقدساتهم ؟!
وقد بين العلماء ما ينتقض به العهد حماية للمسلمين وأعراضهم ودينهم أو ما يسمى ( بالكليات الخمس )
1ـ الإعانة على قتال المسلمين 2ـ قطع الطريق عليهم 3ـ إيواء الجواسيس 4ـ الزنا بالمسلمة 5ـ فتن المسلم عن دينه 6ـ سب الله أو النبي
أقول :
هل اكتفى من أعطى المواثيق والعهود للكفار والمشركين بأن قبل منهم هذه النواقض فقط أم أنه تعدى أصحاب تلك العهود والمواثيق كل هذا وزيادته أضعافا .
أوليست هذه منهم من أعظم الخيانة للإسلام والمسلمين ؟!خيانتهم في التخاذل عن نصرة المسلمين
ومن تلك الصور التي لا تخفى على الجاهل بله عن طالب العلم والعالم :
أنهم نادوا بالجهاد لتحرير بلاد المسلمين فبالأمس القريب كان جهاد الروس شرعيا ويجب مناصرته
واليوم لما كان الجهاد يخالف أسيادهم أصبح الجهاد في الشيشان للروس غير واضح ومشتبه فيه وقتال المجاهدين للأمريكان في أفغانستان يفعله الخوارج المارقون والمجاهدون في فلسطين انتحاريون ؟؟!!! فبدلا من نصرتهم على عدوهم أطلقوا العنان في تجريحهم والطعن فيهم !!!.
من خيانتهم لدينهم وأمتهم :
أن الله أمر بتحكيم شرعه ولما عطل الحكام الشرع وقام فئة من المخلصين بالدعوة إلى تطبيق شرع رب العالمين وصفوهم بالخوارج وقالوا لا يجوز الخروج على إمام المسلمين ويجب له السمع والطاعة فخانوا المسلمين بذلك وبينوا لهم أن من يخرج على الحاكم هو خارجي مارق ؟!وما بينوا لهم أن هناك فرق بين الخروج على من يحكم بكتاب رب العالمين وبين الخروج على من يعطل العمل بكتابه المبين ولولا ضيق الوقت والخوف من الإطالة لنقلت من مِن العلماء خرج على الحاكم المسلم كابن الزبير والحسين بن علي ولم يقل أحد أنهم من الخوارج ولن يجرءوا فكيف بمن يخرج على من لا يطبق شرع الله ؟؟؟!!!
من خيانتهم للإسلام والمسلمين :
سكوتهم عن دماء المسلمين والدفاع عن أعراض المشركين .
قدر الله أن قتل من قتل من المشركين في بعض العمليات في بعض بلاد المسلمين فأصدرت الفتاوى وألفت الكتب وكثرت المقالات وقامت الدنيا وقعدت بكاء على تلك الدماء أما قتل كل يوم الآلاف من المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وكشمير وهدم البيوت لا يحرك لهم ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهم
من خيانتهم للأمة :
أكثر من ستمئة أسير في غوانتاناموا وآلاف الأسرى في فلسطين وغيرهم في أمريكا وكل بلاد العالمين من المسلمين ولم يصدر فتوى بوجوب فكاكهم من الأسر أو العمل جديا لذلك
بل أن جمعيات الكفر والشرك لها من المجهود في محاولة فك أسرى هؤلاء المجاهدين مما لا يكون من هؤلاء الخائنين !!
وهذه من أعظم الخيانة للإسلام والمسلمين أن يترك المسلم في يد العدو بدون العمل على فك أسره بل مما زاد الطين بله أن من الخونة والخائنين لما سمعوا أن بعض الأسرى منهم في غوانتانامو حاول الانتحار كما قيل طاروا فرحا وشماتة بهم وأخذوا في كتابة المقالات وصرخوا بالخطب ازدراء بهم وشماتة بحالهم والعياذ بالله
بل ومما يزيد الطين بله أن هؤلاء الخائنين قد طلبوا بتسليم المجاهدين في أفغانستان لأعدائهم ليقتلوهم أو يسجنوهم وما زالوا ينادون لكل المجاهدين بذريعة أنهم من البغاة والخوارج المارقين
ومن خيانتهم
منعوا الدعاء لهم في القنوت طاعة لأسيادهم الكافرين بل ومازالوا في بلاد المسلمين يسلمونهم لهم
والله تعالى يقول : (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النصر) (لأنفال:72)
(وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) (النساء:75)
قال العلماء :
أوجب الله تعالى في هذه الآية القتال لاستنقاذ الأسرى من يد العدو مع ما في القتال من تلف النفس ، فكان بذل المال في فدائهم أوجب لكونه دون النفس وأهون لها وقال مالك : على الناس أن يفكوا الأسارى بجميع أموالهم .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فكوا العاني )
ولا يقتصر فكاك أسرهم بالمال فقط بل والقتال لاستخلاصهم بل ويجب ملاحقة الكفار في بلادهم لاستنقاذهم وفك أسرهم
من خيانتهم للإسلام والمسلمين :
كتمانهم للعلم الذي أمر به رب العالمين وسكوتهم عمن عطل شرع رب العالمين ومن المضحك المبكي : أن من كان بينه وبين حاكم دولته عداوة أن حاكم تلك البلد كافر مرتد ومن كانت علاقات تلك الدولة مع بلاده حسنة فلا يكفر إلا بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع والله تعالى يقول :
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران:187)
وهذا غيض من فيض
ولتعرف الأمة حقيقة هؤلاء وحالهم من حال سلفنا الصالح في ( خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) وكيفية محاولة التسلق على ظهورهم زورا وبهتانا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه خالد كروم

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية