الأرثوذكس والكاثوليك يؤكدون على قانونية الاسفار المحذوفة من قبل البروتستانت
تعريف بسفر إستير :
استير هى بطلة هذا السفر المسمى باسمها فى الكتاب المقدس . وإستير هو السفر السابع عشر من أسفار التوراه بحسب طبعة دار الكتاب المقدس . غير أنة يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية . وإستير كلمه هندية بمعنى ( سيدة صغيرة ) كما أنها أيضاً كلمه فارسية بمعنى ( كوكب ) غير أن إستير كان لها اسم آخر عبرانى هو ( هدسة ) ومعناه شجرة الآس ويعنى بها نبات الريحان العطر . وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب ( هدس ) . وإستير أو هدسة وصفها الكتاب بأنها فتاه يهودية يتيمه ( لم يكن لها أب ولا أم .. وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاى لنفسة ابنة ) إس 2 :7 ويفهم من السفر أنها ( إبنه أبيجائل ) عم مردخاى ( إس 2 : 15 ) وكون مردخاى بحسب وصف الكتاب له أنه ( ابن يائير بن شمعى بن قيس رجل يمينى ) إس 2 : 5 وهو ابن عم استير ، هذا يرجع أن مردخاى وإستير كانا من سبط بنيامين . وقد كان الاثنان أصلاً من مدينة أورشليم . فلما سبى مردخاى من أورشليم مع السبى الذى سبى منيكنيا ملك يهوذا الذى سباه نبوخذ نصر ملك بابل ، أخذ مردخاى أبنة عمة معه الى مدينه ( شوش ) التى كانت عاصمة مملكة فارس . وكانت إستير ( جميلة الصورة وحسنةالمنظر ) إس 2 :7 فلما طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا لة كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر ليختار من بينهم واحده تملك مكان ( وشتى ) الملكة السابقة التى احتقرت الملك ولم تطع امره . أخذت إستير إلى بيت الملك مع باقى الفتيات المختارات . وبالنظر لأنها حسنت فى عينى الملك ونالت نعمة من بين يدية ، فقد انتخبت ضمن السبع الفتيات المختارات اللواتى نقلن إلى أحسن مكان فى بيت النساء . ولما بلغت نوبة إستير لتمثل أمام الملك فى الشهر العاشر فى السنة السابعة لملكة ، أحبها الملك أكثر من جميع العذارى . فوضع تاج الملك على رأسها وملكها مكان وشتى ( راجع إس 2 : 1 _18 )
وسفر إستير بحسب طبعة البروتستانت ( = طبعة دار الكتاب المقدس ) يتكون من عشرة أصحاحات آخرها وهو الأصحاح العاشر يضم ثلاثة أعداد فقط . غير أنة بإضافة الجزء الذىحذفة البروتستانت منة ( = وهو من إستير 10 _ 4 _ إستير 16 ) يتضح لنا أن السفر مكون من سته عشر أصحاحاً . وهذة التتمة تعتقد الكنيستان الارثوذكسية والكاثوليكية فى صحتها وقانونيتها رغم رفض البروتستانت له .ومن سابق رفض ( مارتن لوثر ) زعيم المذهب البروتستانتى السفر ككل فى مبدأ الأمر . وكانت حجتة فى ذلك أن اسم ( الله ) لم يذكر مرة واحدة فى السفر . وقد ظل السفر موضع نقاش كثير إلى أن استقر البروتستانت على قبول العشرة أصحاحات الأولى منة .
ويرى البروتستانت أن تتمة السفر كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا ، وأنه لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر فى العبريه وهذة الزيادات ( انظر قاموس الكتاب المقدس ، الدكتور القس بطرس عبد الملك والدكتور القسجون طمسن _ ص 66 ) غير أن البعض الآخر من البروتستانتوإن كانوا ينكرون هذه الإضافات لكنهم يقولون عنها أن المراد بها إضافات إلى قصة إستير ومردخاى والغرض منها تكمله القصة ، وقد أدمجت بمهارة فى أمكنها فى الترجمة السبعينية . ويرجح أن كاتبى هذة الإضافات هم من يهود مصر . ويقولون أن أقل هذة الإضافات قيمة هى الأوامر المنسوب إصادرها إلى ملك الفرس ، إلا أنها فيها صلوات تشف عن روح تقوى حقيقة ( = كتاب مرشد الطالبين الى الكتاب المقدس الثمين _ دكتور سمعان كهلون _ طبعة بيروت 1937 ص 305 )
ويبنى البعض اعتراضهم على السفر ككل على الآتى :
1 _ أن السفر تتخلله كلمات فارسيه كثيره 2 _ أن السفر خلا من أى اقتباس منه فى أسفار العهد الجديد 3 _ إرجاع أسماء الشخصيات الرئيسية فى السفر إلى أصول بابلية أو عيلامية لا يعطى للسفر قيمه تاريخية دقيقة . ومن أمثلة هذه الاسماء إستير ( = ربما اشتقت من أشتار آلهه البابلين ) وهدسه ( = ربما أشتقت من الكلمة البابليه حدشتو بمعنى عروس ) ومردخاى ( = ربما أشتقت الاسم من مردوخ الإله البابلى ) وهامان ( وهو اسم الإلة العيلامى همان ) غير أنة يمكن الرد على هذة الاعتراضات بالآتى :
1 _ كون السفر تتخلله كلمات فارسية ، هذا لاينقص من قيمة السفر الذى تمت حوادته فى بلاد فارس . ولا شك أن كاتب السفر يهودى تأثر وهو فى السبى بلغة أهل بلاد السبى ونطق لغتهم ، تماماً تأثر موسى النبى بلسان أهل البادية فى أرض مديان وهو اللسان العربى ، فكتب فاتحة سفر أيوب ( ص 1 ، 2 ) وخاتمته ( ص 42 ) باللغه العربية التى كان يجيد نطقها وكتابتها لمعاشرته أهلها مده طويلة ( =40 سنه ) فى مديان .2 _ كون السفر خلا تماماً من وجود أى أقتباس منه فى أسفار العهد الجديد ،هذا لاينقص أيضاً من قيمته . فهناك غيرة أسفار أخرى من التوراه لم ترد اقتباسات منها فى العهد الجديد . ومع ذلك نجد أن سفراً من العهد القديم هو سفر المكابيين الثانى يقتبس من سفر إستير دليلاً على صحته . فقد تحدث كاتب المكابيين فى ( 2 مك 15 :37 ) عن الاحتفال بيومى الفوريم المذكور موعدها ( = الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار ) وطقسهما ووضعهما القومى فى (إس 9 : 15 _ 32 ) على أن هذا العيد هو ( يوم مردخاى ) بحسب تعبير سفر المكابيين الثانى ( 2مك 15 : 37 ).3 _ كون أن أسماء بعض الشخصيات الرئيسية فى سفر إستير ترجع إلى أصول بابلية أو عيلامية ، هذا لايقلل من صحة السفر أو قيمته التاريخيه فهناك أسماء أخرى غير هذة وردت فى أسفار أخرى من الكتاب المقدس ترجع لأصول غير عبريه . ولم يجد اليهود غضاضة فى ان يتسموا بأسماء غير يهودية . وعلى السبيل نذكر أسماء تيطس ( = اس رومانى ) وتيموثاوس ( = اسم يونانى ) ومرقس ( = اسم لاتينى ) ضفات فعنيح الذى هو يوسف ( = اسم مصرى قديم ) وموسى ( = اسم مصرى ) ولا يمكن أن يقال أن وجود اسماء غير يهودية فى سفر إستير يقلل من القيمة التاريخية للسفر ، لانه من المؤكد والمحقق عند ثقات علماء الكتاب المقدس أن سفر إستير هو سفر تاريخى بكل معنى الكلمة ، فهو يشير إلى تاريخية الحوادث التى يتحدث عنها ويؤيدها بتواريخ واضحة حسب التقويم الفارسى وهى مسجلة جميعها فى الوثائق الرسمية والملكية . ( انظر إس 2 : 16 ، 23 و 3 :7 ,12 و 6 : 1 و9 : 1 , 15 و 10 : 2 ).
هذا وهناك ثمة براهين تاريخية ومدنية تؤكد صدق وقانونية سفر إستير كلة بمافية من أضافات يعتبرها الأرثوذكس والكاثوليك أنها قانونية وصحيحة , ونلخصها فيما يلى :
1 _ سفر إستير باللغة العبرية موجود فى توراه اليهود . ويقع فى القسم من التوراة الذى يسمى ( كتوبيم ) أى الكتب .2 _ السفر وتتمتة واردان فى الترجمة السبعينية اليونانيه للتوراة التى تمت فى مصر عام 280 ق.م 3 _ السفر وتتمتة واردة فى الترجمة الكاثوليكية اللاتينية المعتمدة المسماه ( الفولجاتا ) وايضا فى الترجمات الأخرى القديمة كاالقبطية والحبشية وغيرها . وأيضاً وردفى الترجمة العربية للكتاب المقدس الخاصة باليسوعيين .4 _ علاقة هذا السفر وماورد فية من عيد الفوريم بما كتبة يوسيفوس المؤرخ اليهودى عن عيد الفوريم الذى كان يمارس فى عصرة ،تدل دلالة أكيدة على صحة السفر .5 _ كان اليهود يعتبرون سفر إستير من الأسفار المهمة التى تحكى تاريخهم القومى ، وقد وضعوة فى الادراج الاربعة المعروفة فى العبرية باسم ( مجلوث ) التى كانوا يقرأونها فى المناسبات القومية ، كل سفر فى حينة ومناسبته . وآخر هذه المناسبات هو عيد الفوريم أو البوريم كما يسمونة الذى كانوا يقرأون فية هذا السفربالذات تذكاراً لخلاصهم من المجزرة التى أعدها هامان لإفنائهم كشعب . وقد سمى هذا العيد ( فوريم ) نسبة إلى ( فورا ) بمعنى قرعة حيث ألقى هامان قرعة ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ مذبحتة . وقد شاع الاحتفال بهذا العيد بطقس معين . فكان عليهم أن يصوموا فى اليوم الثالث عشر من آذار ( = يقابلة شهر مارس ) . وفى المساء حيث يبدأ أول اليوم الرابع عشر يجتمعون فى المجمع . وبعد العبادة المسائية يقرأون سفر إستير . ولما يصلون فى قراءتهم لذكر اسم ( هامان ) كان كل جمهور المصلين يصرخون قائلين ( ليمحى اسم ذلك الشرير ) . وفى اليوم التالى كانوا يعودون ثانية الى المجمع لإتمام فرائض عبادة العيد . ثم يصرفون النهار بالفرح والبهجة وتقديم الهدايا والعطايا للفقراء ( = انظر إضافات إستير 16 _ 19 _ 24 ، وانظر أيضاً قاموس الكتاب المقدس طبعة بيروت 1964 تحت كلمة فوريم ص699 ) .6 _ اكتشفت مؤخراً نقوش أثرية فارسية سجلت اسم ( مردخاى ) كأحد رجال البلاد الملكى الفارسى أثناء حكم أحشويرش الملك . وهذا يؤكد صدق السفر وصحتة .
هذا ومما يزيد يقيناً فى صدق السفر وإضافاتة أن الكثير من القديسين آباء الأجيال الأولى للمسيحية استشهدوا بهذة الاضافات فى كتابتهم وكتبهم وعظاتهم . ومن أمثلة هؤلاء القديسين إكليمندس الرومانى من آباء الجيل الأول ( = فى رسالتة الأولى لكورنثوس ف 55 ) وأرويجانوس من آباء الجيلين الثانى والثالث ( = فى رسالتة إلى يوليوس الأفريقى ؟ وفى كتابة الصلاة ف 14 ) وكذا القديسين باسيليوس وإيرينيموس ويوحنا فم الذهب وأبيفانيوس فى كتابتهم وهم من آباء الجيل الرابع .
ويتبقى بعد ذلك أن نقول أن سفر إستير كتب أصلاً باللغة العبرية وترجم بعد ذلك لليونانية . وكاتب السفر مجهول غير أن البعض يرجح أن يكون هو عزرا أو مردخاى . أما زمن كتابه السفر فهى غير معروفة على وجهة التحقيق . ويعتقد البعض أنة كتب أثناء حكم ( أرتزركسيس لونجمانوس ) فى الفترة 465 _ 425 ق . م . على أن معظم النقاد يميلون إلى القول أنة كتب فى العصر الأغريقى الذى بدأ بفتوحات الإسكندر الأكبر عام 332 ق . م ، ويقولون أن كتابتة تمت فى حوالى عام 300 ق .م ، ( = قاموس الكتاب المقدس _ طبعة بيروت 1964 _ العمود الأخير ص 65 ) .
تعريف بسفر الحكمة :
يأخذ هذا السفر مكانه بعد سفر نشيد الأنشاد لسليمان الحكيم . وهو مكون من 19 أصحاحا كلها تفيض بأحاديث حكيمة عميقة المعانى الروحانية . وقد ورد هذا السفر ضمن أسفار التوراة فى النسخة السبعينية المترجمة إلى اليونانية . وبرغم اعتراض البروتستانت على قانونية هذا السفر وباقى اسفار المجموعة الثانية التى جمعت بعد عزرا الكاهن ، ولكنهم كتبوا يمتدحونة بسبب بلاغتة وسمو معانية . فقد ورد على لسان الدكتور سمعان كهلون فى كتابة ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين _ طبعة بيروت 1937 ص 303 و 305 ) قولة ( والبعض الآخر كسفر الحكمة وحكمة يشوع بن سيراخ ، فهو على جانب عظيم من البلاغة وعمق المعانى الروحية ) وكذا قولة أيضاً على سفر الحكمة ( هذا السفر هو أجمل هذة الأسفار . وقد كتب بأسلوب يدل على تضلع تام من اللغة اليونانية. ويرجح أن كاتبة يهودى مصرى عاش بين عامى ) 15 و 50 قبل الميلاد وكان متضلعاً من الفلسفة اليونانية . وقصد مقاومة أغلاظ الوثنية ولاسيما عبادة الأصنام بإظهاره سموالحكمة المنبعثة عن خوف الله وحفظ شريعتة ومعرفة طريقة للخلاص ) .
وفى الجيل الرابع ذكر إيرونيموس أن بعض المؤمنين المسيحيين شكوا فى صحة مجموعه الاسفار القانونية الثانية التى هى طوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ والمكابييين الأول والثانى وتتمة كل من إستير ودنيال . غير أنة واضح من كتابات إيرونيموس أن هذا ليس رأية الشخصى بل رأى هذا البعض دون غيرة . ولهذا فقد ورد فى مقدمتة التى كتبها على أسفار سليمان قولة عن سفرى الحكمة ويشوع بن سيراخ ( يحسن بالكنيسة أن تتلوا هذين السفرين ) هذا فضلا عنإن إيرونيموس اقتبس من هذا السفر فى بعض كتاباتة . ومن أمثلة ذلك ماكتبة ( إن الحكمة لاتلج النفس الساعية بالمكر ولاتحل فى الجسد المسترق ، كما جاء فى الكتاب ) فإذا اعتبرنا أن العبارة السابقة التى كتبها موجودة بنصها فى سفر الحكمة ( حك 1 : 4 ) فهو إذا يعترف بسفر الحكمة باعتبارة سفر كتابى موحى به.
ولقد انقسمت الآراء حول شخصية كاتب هذا السفر . فقال بعضهم إنة يونانى أو أنة يهودى مصرى لم يكن يعرف غير اللغة اليونانية . وحجتهم فى هذا أن النسخة الموجودة من السفر مكتوبة باليونانية بأسلوب فلسفى فصيح مشهود لة بالبلاغة وطلاوة العبادة ولعلهم نسوا أن السفر بنسختة اليونانية مترجم ضمن باقى أسفار التوراة من العبرية الى اليونانية فى النسخة السبعينية المعروفة غير أنة واضح أن كاتب السفر هو سليمان الملك ودليل ذلك الآتى :
1 _ أن أسلوب السفر يتخذ نفس النهج الحكمى الذى كتب بة سليمان كتاباتة من حيث البلاغة وعمق المعنى والاتجاة الحكمى الشعرى .2 _ أن ترتيب السفر يتفق وكتابات سليمان ، فمكانة بعد سفر نشيد الأنشاد لسليمان مباشرة .3 _ وثمة دليل آخر على سليمان هو كاتب سفر الحكمة ماورد فى السفر على لسان كاتبة منطبقاً على سليمان قولة ( إنك قد اخترتنى لشعبك ملكاً ولبنيك وبناتك قاضياً . وأمرتنى أن أبنى هيكلاً فى جبل قدسك ومذبحاً فى مدينة سكناك على مثال المسكن المقدس الذى هيأتة منذ البدء . إن معك الحكمة العليمة بأعمالك والتى كانت حاضرة إذا صنعت العالم وهى عارفة ما المرضى فى عينك والمستقيم فى وصاياك . فإرسلها من السموات المقدسة وابعثها من عرش مجدك حتى إذا حضرت تجد معى.
استير هى بطلة هذا السفر المسمى باسمها فى الكتاب المقدس . وإستير هو السفر السابع عشر من أسفار التوراه بحسب طبعة دار الكتاب المقدس . غير أنة يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية . وإستير كلمه هندية بمعنى ( سيدة صغيرة ) كما أنها أيضاً كلمه فارسية بمعنى ( كوكب ) غير أن إستير كان لها اسم آخر عبرانى هو ( هدسة ) ومعناه شجرة الآس ويعنى بها نبات الريحان العطر . وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب ( هدس ) . وإستير أو هدسة وصفها الكتاب بأنها فتاه يهودية يتيمه ( لم يكن لها أب ولا أم .. وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاى لنفسة ابنة ) إس 2 :7 ويفهم من السفر أنها ( إبنه أبيجائل ) عم مردخاى ( إس 2 : 15 ) وكون مردخاى بحسب وصف الكتاب له أنه ( ابن يائير بن شمعى بن قيس رجل يمينى ) إس 2 : 5 وهو ابن عم استير ، هذا يرجع أن مردخاى وإستير كانا من سبط بنيامين . وقد كان الاثنان أصلاً من مدينة أورشليم . فلما سبى مردخاى من أورشليم مع السبى الذى سبى منيكنيا ملك يهوذا الذى سباه نبوخذ نصر ملك بابل ، أخذ مردخاى أبنة عمة معه الى مدينه ( شوش ) التى كانت عاصمة مملكة فارس . وكانت إستير ( جميلة الصورة وحسنةالمنظر ) إس 2 :7 فلما طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا لة كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر ليختار من بينهم واحده تملك مكان ( وشتى ) الملكة السابقة التى احتقرت الملك ولم تطع امره . أخذت إستير إلى بيت الملك مع باقى الفتيات المختارات . وبالنظر لأنها حسنت فى عينى الملك ونالت نعمة من بين يدية ، فقد انتخبت ضمن السبع الفتيات المختارات اللواتى نقلن إلى أحسن مكان فى بيت النساء . ولما بلغت نوبة إستير لتمثل أمام الملك فى الشهر العاشر فى السنة السابعة لملكة ، أحبها الملك أكثر من جميع العذارى . فوضع تاج الملك على رأسها وملكها مكان وشتى ( راجع إس 2 : 1 _18 )
وسفر إستير بحسب طبعة البروتستانت ( = طبعة دار الكتاب المقدس ) يتكون من عشرة أصحاحات آخرها وهو الأصحاح العاشر يضم ثلاثة أعداد فقط . غير أنة بإضافة الجزء الذىحذفة البروتستانت منة ( = وهو من إستير 10 _ 4 _ إستير 16 ) يتضح لنا أن السفر مكون من سته عشر أصحاحاً . وهذة التتمة تعتقد الكنيستان الارثوذكسية والكاثوليكية فى صحتها وقانونيتها رغم رفض البروتستانت له .ومن سابق رفض ( مارتن لوثر ) زعيم المذهب البروتستانتى السفر ككل فى مبدأ الأمر . وكانت حجتة فى ذلك أن اسم ( الله ) لم يذكر مرة واحدة فى السفر . وقد ظل السفر موضع نقاش كثير إلى أن استقر البروتستانت على قبول العشرة أصحاحات الأولى منة .
ويرى البروتستانت أن تتمة السفر كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا ، وأنه لا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر فى العبريه وهذة الزيادات ( انظر قاموس الكتاب المقدس ، الدكتور القس بطرس عبد الملك والدكتور القسجون طمسن _ ص 66 ) غير أن البعض الآخر من البروتستانتوإن كانوا ينكرون هذه الإضافات لكنهم يقولون عنها أن المراد بها إضافات إلى قصة إستير ومردخاى والغرض منها تكمله القصة ، وقد أدمجت بمهارة فى أمكنها فى الترجمة السبعينية . ويرجح أن كاتبى هذة الإضافات هم من يهود مصر . ويقولون أن أقل هذة الإضافات قيمة هى الأوامر المنسوب إصادرها إلى ملك الفرس ، إلا أنها فيها صلوات تشف عن روح تقوى حقيقة ( = كتاب مرشد الطالبين الى الكتاب المقدس الثمين _ دكتور سمعان كهلون _ طبعة بيروت 1937 ص 305 )
ويبنى البعض اعتراضهم على السفر ككل على الآتى :
1 _ أن السفر تتخلله كلمات فارسيه كثيره 2 _ أن السفر خلا من أى اقتباس منه فى أسفار العهد الجديد 3 _ إرجاع أسماء الشخصيات الرئيسية فى السفر إلى أصول بابلية أو عيلامية لا يعطى للسفر قيمه تاريخية دقيقة . ومن أمثلة هذه الاسماء إستير ( = ربما اشتقت من أشتار آلهه البابلين ) وهدسه ( = ربما أشتقت من الكلمة البابليه حدشتو بمعنى عروس ) ومردخاى ( = ربما أشتقت الاسم من مردوخ الإله البابلى ) وهامان ( وهو اسم الإلة العيلامى همان ) غير أنة يمكن الرد على هذة الاعتراضات بالآتى :
1 _ كون السفر تتخلله كلمات فارسية ، هذا لاينقص من قيمة السفر الذى تمت حوادته فى بلاد فارس . ولا شك أن كاتب السفر يهودى تأثر وهو فى السبى بلغة أهل بلاد السبى ونطق لغتهم ، تماماً تأثر موسى النبى بلسان أهل البادية فى أرض مديان وهو اللسان العربى ، فكتب فاتحة سفر أيوب ( ص 1 ، 2 ) وخاتمته ( ص 42 ) باللغه العربية التى كان يجيد نطقها وكتابتها لمعاشرته أهلها مده طويلة ( =40 سنه ) فى مديان .2 _ كون السفر خلا تماماً من وجود أى أقتباس منه فى أسفار العهد الجديد ،هذا لاينقص أيضاً من قيمته . فهناك غيرة أسفار أخرى من التوراه لم ترد اقتباسات منها فى العهد الجديد . ومع ذلك نجد أن سفراً من العهد القديم هو سفر المكابيين الثانى يقتبس من سفر إستير دليلاً على صحته . فقد تحدث كاتب المكابيين فى ( 2 مك 15 :37 ) عن الاحتفال بيومى الفوريم المذكور موعدها ( = الرابع عشر والخامس عشر من شهر آذار ) وطقسهما ووضعهما القومى فى (إس 9 : 15 _ 32 ) على أن هذا العيد هو ( يوم مردخاى ) بحسب تعبير سفر المكابيين الثانى ( 2مك 15 : 37 ).3 _ كون أن أسماء بعض الشخصيات الرئيسية فى سفر إستير ترجع إلى أصول بابلية أو عيلامية ، هذا لايقلل من صحة السفر أو قيمته التاريخيه فهناك أسماء أخرى غير هذة وردت فى أسفار أخرى من الكتاب المقدس ترجع لأصول غير عبريه . ولم يجد اليهود غضاضة فى ان يتسموا بأسماء غير يهودية . وعلى السبيل نذكر أسماء تيطس ( = اس رومانى ) وتيموثاوس ( = اسم يونانى ) ومرقس ( = اسم لاتينى ) ضفات فعنيح الذى هو يوسف ( = اسم مصرى قديم ) وموسى ( = اسم مصرى ) ولا يمكن أن يقال أن وجود اسماء غير يهودية فى سفر إستير يقلل من القيمة التاريخية للسفر ، لانه من المؤكد والمحقق عند ثقات علماء الكتاب المقدس أن سفر إستير هو سفر تاريخى بكل معنى الكلمة ، فهو يشير إلى تاريخية الحوادث التى يتحدث عنها ويؤيدها بتواريخ واضحة حسب التقويم الفارسى وهى مسجلة جميعها فى الوثائق الرسمية والملكية . ( انظر إس 2 : 16 ، 23 و 3 :7 ,12 و 6 : 1 و9 : 1 , 15 و 10 : 2 ).
هذا وهناك ثمة براهين تاريخية ومدنية تؤكد صدق وقانونية سفر إستير كلة بمافية من أضافات يعتبرها الأرثوذكس والكاثوليك أنها قانونية وصحيحة , ونلخصها فيما يلى :
1 _ سفر إستير باللغة العبرية موجود فى توراه اليهود . ويقع فى القسم من التوراة الذى يسمى ( كتوبيم ) أى الكتب .2 _ السفر وتتمتة واردان فى الترجمة السبعينية اليونانيه للتوراة التى تمت فى مصر عام 280 ق.م 3 _ السفر وتتمتة واردة فى الترجمة الكاثوليكية اللاتينية المعتمدة المسماه ( الفولجاتا ) وايضا فى الترجمات الأخرى القديمة كاالقبطية والحبشية وغيرها . وأيضاً وردفى الترجمة العربية للكتاب المقدس الخاصة باليسوعيين .4 _ علاقة هذا السفر وماورد فية من عيد الفوريم بما كتبة يوسيفوس المؤرخ اليهودى عن عيد الفوريم الذى كان يمارس فى عصرة ،تدل دلالة أكيدة على صحة السفر .5 _ كان اليهود يعتبرون سفر إستير من الأسفار المهمة التى تحكى تاريخهم القومى ، وقد وضعوة فى الادراج الاربعة المعروفة فى العبرية باسم ( مجلوث ) التى كانوا يقرأونها فى المناسبات القومية ، كل سفر فى حينة ومناسبته . وآخر هذه المناسبات هو عيد الفوريم أو البوريم كما يسمونة الذى كانوا يقرأون فية هذا السفربالذات تذكاراً لخلاصهم من المجزرة التى أعدها هامان لإفنائهم كشعب . وقد سمى هذا العيد ( فوريم ) نسبة إلى ( فورا ) بمعنى قرعة حيث ألقى هامان قرعة ليتأكد من اليوم المناسب لتنفيذ مذبحتة . وقد شاع الاحتفال بهذا العيد بطقس معين . فكان عليهم أن يصوموا فى اليوم الثالث عشر من آذار ( = يقابلة شهر مارس ) . وفى المساء حيث يبدأ أول اليوم الرابع عشر يجتمعون فى المجمع . وبعد العبادة المسائية يقرأون سفر إستير . ولما يصلون فى قراءتهم لذكر اسم ( هامان ) كان كل جمهور المصلين يصرخون قائلين ( ليمحى اسم ذلك الشرير ) . وفى اليوم التالى كانوا يعودون ثانية الى المجمع لإتمام فرائض عبادة العيد . ثم يصرفون النهار بالفرح والبهجة وتقديم الهدايا والعطايا للفقراء ( = انظر إضافات إستير 16 _ 19 _ 24 ، وانظر أيضاً قاموس الكتاب المقدس طبعة بيروت 1964 تحت كلمة فوريم ص699 ) .6 _ اكتشفت مؤخراً نقوش أثرية فارسية سجلت اسم ( مردخاى ) كأحد رجال البلاد الملكى الفارسى أثناء حكم أحشويرش الملك . وهذا يؤكد صدق السفر وصحتة .
هذا ومما يزيد يقيناً فى صدق السفر وإضافاتة أن الكثير من القديسين آباء الأجيال الأولى للمسيحية استشهدوا بهذة الاضافات فى كتابتهم وكتبهم وعظاتهم . ومن أمثلة هؤلاء القديسين إكليمندس الرومانى من آباء الجيل الأول ( = فى رسالتة الأولى لكورنثوس ف 55 ) وأرويجانوس من آباء الجيلين الثانى والثالث ( = فى رسالتة إلى يوليوس الأفريقى ؟ وفى كتابة الصلاة ف 14 ) وكذا القديسين باسيليوس وإيرينيموس ويوحنا فم الذهب وأبيفانيوس فى كتابتهم وهم من آباء الجيل الرابع .
ويتبقى بعد ذلك أن نقول أن سفر إستير كتب أصلاً باللغة العبرية وترجم بعد ذلك لليونانية . وكاتب السفر مجهول غير أن البعض يرجح أن يكون هو عزرا أو مردخاى . أما زمن كتابه السفر فهى غير معروفة على وجهة التحقيق . ويعتقد البعض أنة كتب أثناء حكم ( أرتزركسيس لونجمانوس ) فى الفترة 465 _ 425 ق . م . على أن معظم النقاد يميلون إلى القول أنة كتب فى العصر الأغريقى الذى بدأ بفتوحات الإسكندر الأكبر عام 332 ق . م ، ويقولون أن كتابتة تمت فى حوالى عام 300 ق .م ، ( = قاموس الكتاب المقدس _ طبعة بيروت 1964 _ العمود الأخير ص 65 ) .
تعريف بسفر الحكمة :
يأخذ هذا السفر مكانه بعد سفر نشيد الأنشاد لسليمان الحكيم . وهو مكون من 19 أصحاحا كلها تفيض بأحاديث حكيمة عميقة المعانى الروحانية . وقد ورد هذا السفر ضمن أسفار التوراة فى النسخة السبعينية المترجمة إلى اليونانية . وبرغم اعتراض البروتستانت على قانونية هذا السفر وباقى اسفار المجموعة الثانية التى جمعت بعد عزرا الكاهن ، ولكنهم كتبوا يمتدحونة بسبب بلاغتة وسمو معانية . فقد ورد على لسان الدكتور سمعان كهلون فى كتابة ( مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين _ طبعة بيروت 1937 ص 303 و 305 ) قولة ( والبعض الآخر كسفر الحكمة وحكمة يشوع بن سيراخ ، فهو على جانب عظيم من البلاغة وعمق المعانى الروحية ) وكذا قولة أيضاً على سفر الحكمة ( هذا السفر هو أجمل هذة الأسفار . وقد كتب بأسلوب يدل على تضلع تام من اللغة اليونانية. ويرجح أن كاتبة يهودى مصرى عاش بين عامى ) 15 و 50 قبل الميلاد وكان متضلعاً من الفلسفة اليونانية . وقصد مقاومة أغلاظ الوثنية ولاسيما عبادة الأصنام بإظهاره سموالحكمة المنبعثة عن خوف الله وحفظ شريعتة ومعرفة طريقة للخلاص ) .
وفى الجيل الرابع ذكر إيرونيموس أن بعض المؤمنين المسيحيين شكوا فى صحة مجموعه الاسفار القانونية الثانية التى هى طوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ والمكابييين الأول والثانى وتتمة كل من إستير ودنيال . غير أنة واضح من كتابات إيرونيموس أن هذا ليس رأية الشخصى بل رأى هذا البعض دون غيرة . ولهذا فقد ورد فى مقدمتة التى كتبها على أسفار سليمان قولة عن سفرى الحكمة ويشوع بن سيراخ ( يحسن بالكنيسة أن تتلوا هذين السفرين ) هذا فضلا عنإن إيرونيموس اقتبس من هذا السفر فى بعض كتاباتة . ومن أمثلة ذلك ماكتبة ( إن الحكمة لاتلج النفس الساعية بالمكر ولاتحل فى الجسد المسترق ، كما جاء فى الكتاب ) فإذا اعتبرنا أن العبارة السابقة التى كتبها موجودة بنصها فى سفر الحكمة ( حك 1 : 4 ) فهو إذا يعترف بسفر الحكمة باعتبارة سفر كتابى موحى به.
ولقد انقسمت الآراء حول شخصية كاتب هذا السفر . فقال بعضهم إنة يونانى أو أنة يهودى مصرى لم يكن يعرف غير اللغة اليونانية . وحجتهم فى هذا أن النسخة الموجودة من السفر مكتوبة باليونانية بأسلوب فلسفى فصيح مشهود لة بالبلاغة وطلاوة العبادة ولعلهم نسوا أن السفر بنسختة اليونانية مترجم ضمن باقى أسفار التوراة من العبرية الى اليونانية فى النسخة السبعينية المعروفة غير أنة واضح أن كاتب السفر هو سليمان الملك ودليل ذلك الآتى :
1 _ أن أسلوب السفر يتخذ نفس النهج الحكمى الذى كتب بة سليمان كتاباتة من حيث البلاغة وعمق المعنى والاتجاة الحكمى الشعرى .2 _ أن ترتيب السفر يتفق وكتابات سليمان ، فمكانة بعد سفر نشيد الأنشاد لسليمان مباشرة .3 _ وثمة دليل آخر على سليمان هو كاتب سفر الحكمة ماورد فى السفر على لسان كاتبة منطبقاً على سليمان قولة ( إنك قد اخترتنى لشعبك ملكاً ولبنيك وبناتك قاضياً . وأمرتنى أن أبنى هيكلاً فى جبل قدسك ومذبحاً فى مدينة سكناك على مثال المسكن المقدس الذى هيأتة منذ البدء . إن معك الحكمة العليمة بأعمالك والتى كانت حاضرة إذا صنعت العالم وهى عارفة ما المرضى فى عينك والمستقيم فى وصاياك . فإرسلها من السموات المقدسة وابعثها من عرش مجدك حتى إذا حضرت تجد معى.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية