الخميس، 24 سبتمبر 2009

طرق الأبواب.. عندما تهب رياح التغيير بقلم: ايمن نور



.. بعد إجازة العيد، نعود مجدداً للحديث والعمل في حملتنا لطرق أبواب المصريين.
.. فحملة طرق الأبواب التي بدأت أولي مراحلها في أبريل 2009، قد تتواصل فصولها لعام 2014، وهي ليست كما يتصورها البعض جانباً من حملة دعائية لانتخابات رئاسية قادمة بل هي حملة ترويجية هدفها الأول التسويق والتحفيز علي مشروع قومي لإنقاذ مصر عبر بوابة التغيير السلمي بإرادة الناس.
.. عندما تهب رياح التغيير، أشياء كثيرة تتغير وتتبدل، أولها مزاج الناس، وقدرتهم علي العمل والالتفاف حول كلمة الوطن، وكل فعل يعلي من شأنه، ويدفعه للأمام لا للخلف.
.. البعض مصاب- بحق - بإحباط حاد بفعل تدني أخلاقيات الناس، وتدهور سلوكيات قطاعات أعرض في المجتمع وسيادة قيم السلبية والانتهازية والانهزامية، وعدم احترام قيمة العمل وغيرها من القيم ويتصور أن هذا الانهيار يحول دون حدوث تغيير حقيقي يأتي من القاعدة المصابة بكل هذه الآفات.
.. بينما الحقيقة أن تنامي هذه القيم السلبية، وغياب الأخلاقيات والسلوكيات الإيجابية هو نتيجة مباشرة لحالة الجمود وتصلب الشرايين التي أصابت الوطن من قمته فأصابت أطرافه وقاعدته بالشلل والتشوهات التي تطفو علي السطح وكأنها مقدمات وليست نتائج أمراض وليست أعراضا لمرض خطير هو الاستبداد وغياب العدالة والحرية!!
.. إن الشعوب المقيدة بالأغلال، المحاصرة بالأسوار، والأسلاك الشائكة، لا يمكنها أن تدافع عن الزنزانة التي سجنوها فيها، أو أن تعمل بجد وحماس لنموها وتوطيد أركانها ودعائم استمرارها.
.. الشعوب الحرة- فقط- هي القادرة- دون غيرها- علي الدفاع عن بيتها، لأنها تدافع عن حياتها، وحريتها، وحقوقها التي تتمتع بها، لا حقوقها التي تحلم بها، بعد أن حرمت منها لسنوات طويلة، تزايدت فيها حسرتها، ومرارتها وهي تري غيرها من الأمم والشعوب، ينعم بالحرية التي تستحقها، لكنها سلبت وسرقت منها!!
.. الرخاء والنمو هو حصاد جهد أمة قادرة علي أن تجتهد وتعمل وتواجه التحديات لتحقيق إنجازات حقيقية لبلدها في اليوم والغد لكن الشعوب محنية الظهور لا تستطيع ولا تملك الحق في أن ترفع رءوسها لتري سماء الغد!!
فالاجتهاد، والإبداع، والتقدم، كلمات لا يمكن أن تعيش بين الأسلاك الشائكة في ظل دولة الخوف والاستبداد والمجهول!!
.. في عصور الحاكم الفرد، أو حكم الأسرة، تختنق الكفاءات، وتموت العبقريات، وينتحر النبوغ، فكل هذه الصفات والمعاني محتكرة لشخص واحد أو أسرة واحدة، فلا رأي غير رأي الحاكم، ولا صواب غير ما يراه كذلك، ولا فرصة لخدمة البلد إلا من خلاله!!
.. عندما يأتي التغيير المنشود الذي نطرق أبواب مصر من أجل العمل سوياً لتأمين سبله سلمياً وديمقراطياً ستعود لمصر الكفاءات المصرية الهاربة للخارج وكذلك المنفية والمسجونة في أحذية ضيقة، والمقيدة بسلاسل الخوف والإحباط واليأس من مرارة الواقع.
.. التغيير الذي يطرق أبوابنا سيجعلنا نري بصدق ما يستطيع المصري الحر أن يفعله من معجزات وخلق وإبداع.
.. من حقنا أن نستبطئ خطوات التغيير السلمي عبر بوابة الناس لكن ليس من حقنا أن نتصور أن تغييراً حقيقياً يمكن أن يحدث من خارج الناس!! هو صعب.. لكنه أبداً ليس مستحيلاً!!

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية