الاثنين، 20 يوليو 2009

الرجاء اعراب هذه الجملة سؤال وجواب / خالد كروم

بسم الله الرحمن الرحيم
تـنـزهت في الحديقة الواسعة أرجاؤهاولكم منا كل الشكر و التقديربسم الله الرحمن الرحيم هذا هو إعراب هذه الجملة : تنزهت :تنزه : فعل ماض مبني على السكون ؛ لاتصاله بتاء الفاعل . والتاء : ضمير متصلٌ مبني في محل رفع فاعل .في الحديقة : جارٌ ومجرورٌ .الواسعةِ : نعت لـ(الحديقة) مجرور وعلامة جره الكسرة . أرجاؤها : أرجاء فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة . و(ها) ضمير مبني في محل جر مضاف إليه . وأظن ـ والله أعلم ـ أن الذي أشكل عليك هو إعراب أرجاؤها ، فأقول وبالله التوفيق إن كلمة (الواسعة) اسم فاعل ، واسم الفاعل يعمل عمل فعله ، ومن ذلك قوله تعالى : ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلُها ، فـ(أهل) فاعلٌ بـ(الظالم) ؛ لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله . وأرجو الدعاء .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .-----------------فالمثال الذي أردت إعرابه - يا أخي العزيز - يدخل تحت دائرة ما يعرف في النحو العربي بالنعت السببي ،وهو : ما دل على معنى في اسم ظاهر له صلة بالمتبوع أو المنعوت .والنعت السببي يطابق متبوعه في اثنين من عشرة من وجوه المطابقة ، وهما في المثال الذي ذكرت :التعريف ،والجر.أي واحد من أوجه الإعراب ، وواحد من التعريف والتنكير.والنعت السببي يرفع ظاهراً وهو " أرجاء " في المثال ، وهو خلاف النعت الحقيقي الذي يرفع ضميراً مستتراً ، ويطابق منعوته في أربعة من عشرة من وجوه المطابقة .أ / خالد كروم

الأحد، 19 يوليو 2009

قصص وحقائق حول السيدة البتول مريم عليها السلام


بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري

وردت قصة مريم عليها السلام كاملة في السورة التي سميت باسمها سورة مريم, والايات الكريمات التي تناولت قصتها انحصرت ما بين 23 - 35

تنحدر السيدة البتول مريم عليها السلام من أبوين مؤمنين عمران وحنّة, , فأمها حنة وكانت عاقراً لا تنجب , أطفالا وأبوها عمران بن آثان.
مرت سنوات الحرمان على حنة وزوجها عمران , سنوات تراوحت بين الآلام والآمال, الآلام آلام الحرمان , فقد كانت تتألم أشد الألم كلما رأت طفلا تحتضنه أمه بين ذراعيها, وتغمره بعواطفها وحنانها, وكانت أحيناً كثيرة تبكي وأبصارها شاخصة الى السماء , الى الله تبارك وتعالى داعيةً مولاها عزوجل وجل وسائلة اياه بأن يرزقها الولد وقد بللت خديها بدموع الأمل والرجاء بأن يستجيب لدعاءها, هكذا والى هذا الحد من الرقة في العاطفة والأمل بالانجاب وصلت وبلغت.وكما في الحديث فانّ الله عزوجل اذا أحبّ عبداً أحبّ دعاءه والحاحه في الدعاء, وكم أمضت حنة أم مريم من ليالٍ ساهرة تتعبّدُ وتتهجّدُ, تصلي بضراعة وشفاعةٍ, وتسألُ ربها عزوجل أن يمنّ عليها بالولد.
ولأنّ الله تبارك وتعالى حق ووعده الحق بأن يستجيب لدعوة المضطر اذا دعاه فقد استجاب لدعاءها, وتحمل حملها الأول, فتستقبل ما منّ الله عليها من نعمة الحمل استقبالا منقطع النظير أذهب عنها كل معاناتها من غمٍّ وهمٍّ, وملأت الفرحة جوانب قلبها قبل حياتها, لتشرق الابتسامة على وجهها في كل قسماته, في عينيها وعلى ثغرها ومنطوق لسانها الشاكر دوما لآلاء الله عزوجل وأنعمه فتخرُّ ساجدة لله تبارك وتعالى شكراً وعرفاناً, وحين رفعت رأسها قالت قول الله تبارك وتعالى:ربّ اني نذرتُ لكَ ما في بطني مُحَرّراً فتقبّلْ مني انكَ أنتَ السميعُ العليمُنعم هكذا هو ديدنُ العباّد الزُهّاد الشاكرين لأنعم الله عزوجل , وقد كانت حنة عابدة متبتلة, وثيقة الصلة بالله عز وجل, شديدة الشفافية الروحانية, فلما استجاب الله سبحانه وتعالى لضراعتها بالحمل نذرت وليدها خادما للهيكل, شكراً لله على نعمه وعظيم فضله.وتمرُّ أيام الحمل وشهوره والسعادة تغمر حياة حنة الأم الصابرة الشاكرة , والهناء يرفرف بجناحيه في أجواء الدار الذي يضم جنيناً ينمو في رحم أمه.ولكن تشاء قدرة الله تبارك وتعالى أن يختار الى جواره زوجها عمران قبل أن يُكحّلَ عينيه برؤية باكورة انتاجه.وكم تمّنت حنة أن يمُدّ الله تعالى في أجلها ليرى زوجها ثمرة زرعه , ولكنها مشيئة الله تبارك وتعالى ولا رادّ لقضاء الله عزوجل وقدره, ولا معقِّبَ لحكمه سبحانه وتعالى الأرأفُ على عباده من الأم على وليدها, ومع وفاة زوجها تنكفيء حنة على نفسها تُواسيها بما وهبها الله عزوجل من نعمة الحمل وحركة الجنين.ويأتي أوان الوضع , ويشتد بها المخاض, ثم وضعت حملها وكان المولود على عكس ما تمنّت, كان أنثى, فأبدت بعض الأسف والعذر قائلةً قول الله تبارك وتعالى:ربّ اني وضعْتُها أنثى واللهُ أعلمُ بما وضَعضتْ وليس الذكرُ كالأنثى , واني سميتُها مريمَ واني أُعيذُها بكَ وذُرّيتَها منَ الشيطانِ الرجيمِوهنا نتوقف عند هذه الآية الكريمة فقط لنوّضح أمراً مهماً أو خطئا مهماً يقع فيه الكثير من الناس, اذ للوهلة الأولى يعتقد بعض الناس أنّ قول حنّة بأنّ ليس الذكر والأنثى هو تفريق بين الذكر والأنثى, ولكن المعنى هنا على عكس ما يتصوّرُهُ البعض, فالمعنى هنا يُشيرُ الى أنّ الذكر عندما يكون في خدمة الهيكل يختلف كثيراً عن الأنثى لنفس السبب, فخدمة الذكر لأماكن العبادة ليس كخدمة الأنثى, اذ الذكر أجلدُ وأصبرُ من الأنثى على تحمُّل مشاق العناية بأماكن العبادة والتفرغ لشئونها ومهامها.في المقابل حنّة لها أخت يُقالُ أنّ اسمها الياصبات , ومنهم من قال أنّ اسمها ايشاع, ولسنا هنا في معرض الاسم بقدر ما نحن في معرض أنّ اختها تكون زوجة النبي زكريا عليه الصلاة والسلام, وأيضا كانت عاقراً كأختها تماما لا تنجبُ أطفالا, وما أن وضعت الأم مولودتها مريم حتى وفّت بنذرها وحملتها في لفائفها الى الهيكل لخدمته, وكانت أمها وخالتها وزوج خالتها زكريا عليه الصلاة والسلام يتناوبون على خدمتها ورعايتها , وكان لزوج خالتها النصيب الأكبر في رعايتها اذ لم يكن ليفارقها من صباحٍ او مساء, لقد كان يرى فيها عوضاً عمّا فيه من حرمان الولد, ولله عزوجل في ذلك حكمة جليلة وحده سبحانه وتعالى يعلمها, وأيُّ حكمة, فالجمع الذي كان يلتف حول الطفلة مريم عليها السلام ويُغدِثُ عليها من عطفه وحنانه لم يكن سوى أدوات ووسائل سخرها الله عزوجل, لقوله تعالى:فتقبّلها ربُّها بقبولٍ حسَنِ وأنبتها نباتاُ حسناً
وتمر الآيام تعقبها الشهور والسنون ومريم عليها السلام تنمو وتكبر وتتألق نوراً وتتوهجُ ضِياءً, ومنذ سنواتها الأولى ورجال الهيكل يتسابقون على خدمتها طاعةً لله عزوجل, كل يردُ أنْ يحظى بهذا الشرف العظيم, فقال زكريا عليه الصلاة والسلام: أنا زوج خالتها, وأنا أحقُّ برعايتها وكفالتها, فقالوا: لنقترعَ اذن, عندها ذهبوا الى نهرٍ جارٍ وألقوْا أقلامهم (وهي ألواح خشبية صغيرة تحمل اسم كل واحد من المقترعين) وتشاء قدرة الله تعالى أن تغرق جميع الأقلام عدا قلم زكريا عليه الصلاة والسلام, فما كان من المقترعين الا الاذعان للمشيئة الالهية, وبذلك حظيَ زكريا عليه الصلاة والسلام بكفالة ورعاية مريم عليها السلام, وهذا قوله سبحانه وتعالى: وكفّلها زكرياعند ذلك وبعد أن وقع الاختيار على زكريا عليه الصلاة والسلام برعاية مريم عليها السلام ابتنى لها مكاناُ عالياً خاصاً بها داخل الهيكل لتتعبّد فيه وتتفرغ لعبادة الله عزوجل, واتخذ له سُلَّماً من خشبٍ يصعد عليه ليتفقدها ويرى احتياجاتها حتى اذا غادرها يطوي السلم ويؤؤويه في مكانه زيادةً منه عليه الصلاة والسلام في الحرص, وامعاناً منه في المحافظة عليها, حتى اذا اشتدَّ عودُها , ونضجت أنوثتها شأن أترابها, وتفتحت أكمام زهرة ايمانها بالله عزوجل يزداد حرص زكريا عليه الصلاة والسلام ورعايته لها, خاصةً بعدما دخل عليها ذات يومٍ ففوجىء عند دخوله عليها بوجود فاكهة شهية في غير أوانه فخاف عليها خوفا شديدا أن يكون من أحدٍ غيره من رجال الهيكل من الذين كانوا يتسابقون على خمتها ورعايتها, قد دخل عليها المحراب, فقال متسائلا اياها سؤالا مشوباً بالجوع قوله الله تعالى:يا مريمَ أنّى لكِ هذافابتسمت البتول الطاهرة المطهرة مريم عليها السلام وقالت قوله تعالى:هوَ من عندِ الله, انّ اللهَ يرزُقُ منْ يشاءُ بغيرِ حسابعندها سكت زكريا عليه الصلاة والسلام سكوت المتحيِّرُ المتردِّدُ, ومع تكرار هذا المشهد له لأكثر من مرّةٍ, كما في قوله تعالى:كلما دخلَ زكريا عليها المحرابَ وجَدَ عندَها رزقاًفيُكرر لها عليه الصلاة والسلام نفس السؤال, ولا يحظى منها عليها السلام الا نفس الجواب, فوجدها زكريا عليه السلام فرصة وهو في أطهر مكان وأقدس بقعة, فأحسّ برهبة المكان في المحراب, والتجلي الدائم من الله تعالى, والعطاء غير المجذوذ, عندها تضرّع الى الله عزوجل وقال قوله تعالى:ربّ اني وهَنض العظمُ مني واشتعَلَ الرأسُ شيباً ولم أكنْ بدعائك ربي شقيِّياً* واني خفتُ المواليَ من ورائي وكانتْ امرأتي عاقراً فهبْ لي من لدُنكَ وليّاً * يرثُني ويرثُ آلَ يعقوبَ , واجعله ربّ رضِّياً فاستجاب الله عزوجل دعاءه وأوحى اليه:يا زكريا انا نُبشرُّكَ بغلامٍ اسمُهُ يَحيي لم نجعلً لهُ من قبلُ سمّيّاًوهنا تستوقفنا هذه الآية العظيمة لنُبيِّنَ للقراء الأعزاء بأنّ الله عزوجلّ من أطلقَ على يحَيي عليه الصلاة والسلام اسمه الذي لم يحمله انسانٌ قطٌّ قبله
وحين تلقى زكريا عليه الصلاة والسلام البشرى الغالية, تنبّهَ من سبحةِ النفس والروحِ في علياءِ الآمال والأمنيات, وراجعَ نفسَهُ فقال قوله تعالى:
قال ربّ أنّى يكونُ لي غُلامٌ وكانت امرأتي عاقراً وقدْ بلغت من الكِبَرِ عِتِيّاً
فيأتيه الجواب الالهي:قال كذلِكَ قال ربّكَ هوَ عليّ هيّنٌ وقد خلقْتُكَ من قبلُ ولم تكُ شيئاً
فسقط عليه الصلاة والسلام الى الأرض في سجودِ طويلِ يُسبِّحُ بحمد الله وعيناه تفيضُ بالدمع فتبلل لحيته وكأنه في غشية, ثم رفع رأسه , وقال قوله تعالى: قالّ ربَ اجعل لي آيةاجعل لي علامة ليّ وللناس من أهلي ومواليَّ وأصحابي, فأوحى الله عزوجل اليه : قال آيتُكَ ألاَّ تُكَلِّمَ الناسَ ثلاثَ ليالٍ سوِّيّاً
كل هذا وزكريا عليه الصلاة والسلام لا يزال في المحراب, محراب مريم عليها السلام, ولما أخذ عليه الصلاة والسلام حظّهُ من الموقف الجليل خرج من المحراب على قومه يدعوهم بالاشارة الى تسبيح الله عزوجل بكرةً وعشيّة,شكراً لله عزوجل على ما أولاه من نعمة الولد.فخرج على قومهِ , من المحرابِ فأوحى اليهمْ أنْ سبِّحوا بُكرةً وعشِيّاً
وتمتْ كلمة ُ ربّكَ صدقاً وعدلاً, فأصلح الله عزوجل لزكريا عليه الصلاة والسلام زوجَهُ فحملت ثم وضعت يَحيي عليه الصلاة والسلام الذي سمّاهُ الله عزوجل , والذي جاءَهُ الأمر منذ ولادته, كما في قوله تعالى:يا يَحييَ خُذِ الكتابَ بقوّةٍ, وآتيناهُ الحكمَ صبيّاً * وحناناً من لدّنا وزكاةً, وكانَ تقيّاً* وبَرّاً بوالديْهِ ولمْ يكنْ جبّاراً عصيّاً* وسلامٌ عليهِ يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبْعثُ حيّاً
نعود الى البتول السيدة مريم عليها السلام والتي لا تزال في عزلتها في المحراب تؤدي فرض ربها عزوجل بالعبادة والخدمة, لا تأبه لشيءٍ من دنيا البشر, فما توفر لها من الرعاية الالهية من كل وجوهها يجعلها تسمو الى العلياء في رضوان الله عزوجل ورحابه الطاهر تفيض عليها رحمة الله عزوجل مقرونة باليمن والخير والبركات.وذات يومٍ وهي تثحلّقُ في أجواء الروحانيات , وتسمو بعيدة عن كل عن الماديات , وكأنها طيفٌ من الأطياف مع ملائكة الرحمن عليهم من الله عزوجل أفضل الصلوات وأتم التسليم, وحالها بلسان رطب بالذكر والتسبيح لربّ كريم مجيد , وبقلب معلق بعليين, اذ اتاها جبريل عليه الصلاة والسلام بصورة بشرية, فتنبّهت على حركة من خلفها, فاذا هي بانسان من وراءها لم يسبق لها أن راته من قبل, ولا تعرف كيف اقتحم عليها خلوتها في محرابها, فاستعاذت بالله عزوجل منه حتى وان كان تقّيا صالحا, اذ على حسب مقياس مفهوم البشر المحدود أنه اذا اقتحم أحد خلوة امرأة فهو بلا شك ليس تقيا ولا صالحا, ولو أنها تدرك أنه ملك مرسل من الله عزوجل , لما استعاذت منه, ولكن ما يُدريها أنه كذلك عليه الصلاة والسلام:أعوذ بالرحمن منك انْ كنت تقيّاًفهدّأ جبريل عليه الصلاة والسلام من روعها وقال لها لا تخافين, ما أنا الا رسولٌ من عند الله عزوجل أرسلني اليك لأهبّ لك طفلاً سيكون له شأنٌ عظيم, كما في قوله تعالى:انما أنا رسولُ ربّكِ لأهبَ لكِ غلاماً زكّيّاًوما أن سمعت الاية الكريمة حتى ازداد خوفها واضطرابها وهلعها عن ذي قبل, وسألته : كيف هذا وأنا التي لا زلت بتولٌ عذراء ولم يلمسني بشر ولستُ معاذ الله بغيّاً؟ اذ الناموس في البشر وقانون الحياة يقضي على غير ما يخبرها به جبريل عليه الصلاة والسلام, كقوله تعالى:أنى يكونُ لي ولدٌ ولم يمسَسْني بشرٌ ولم أكُ بغِيّأً
فأجابها عليه الصلاة والسلام , وأين الاستحالة بتحقيق أمر كهذا ,وأمره عزوجل بين الكاف والنون, واذا قضى أمراً وأراد شيئا ان يقول له كن فيكون, وما هذا الغلام الا علامة كبرى على درب الهداية للمؤمنين يسير, وعلى درب الرحمة للمعذبين في الأرض ليخلصهم من براثن الظلم والجهل ومن نير العبودية, الا لله وحده لا شريك له, وما ارادته سبحانه وتعالى في أمر كهذا الا أمراً محكومٌ بمشيئة الله عزوجل , ومكتوب في اللوح المحفوظ منذ الأزل, وهذا ما تجلى في قوله تعالى:قال كذلِكِ قال ربُّكِ هوَ عليَّ هيِّنٌولنجعلَهُ آيةً للناسِ ورحةً منّا , وكان أمراً مقضِيّاًوعندما أيقنت مريم عليها السلام بانّ جبريل عليه الصلاة والسلام ما هو الا رسول الله تعالى اليها حتى أذعنت عليها السلام لأمر الله عزوجل وقضاءه وارادته , وبعد أن ادى جبريل عليه السلام مهمته غابَ عنْ ناظريْها ليتركها في واقعِ جديدِ وأمر عتيد لم تحسَبُ له حساباً يوما ما, فطافت في ذهنها أفكارٌ شتى, ونازعتها الوساوس, واوجست في نفسها خيفة لم تهعدها من قبل, وهي تتخيّلُ ما يمكن أن ان يكون حالها, وماذا ستتقوّلُ الناس عنها, وهي العفيفة الطاهرة المطهرة, العابدة التقية الصالحة, هكذا يعرفها أهلها, وهكذا يعرفها الناس قاطبةً, وطالما أنها ستنجب طفلا ولم يسبق لها الزواج, اذن فلا بدّ أن تُتهم في عرضها, ولا بدّ أن يجُرح شرفها, ولا بدّ أن تُثلَمُ براءتها ثُلماً لا ينفعُ معه دفاعٌ ولا معارضةٌ , حتى ولا مكابرة, لقد بدت حائرة مترددة قلقة مضطربة, لا تستقر على حالٍ او وضعٍو تقومُ وتقعدُ, تمشي وتقفُ, تنظر الى أعلى ثم تطرق الى أسفل, عيناها زائغتان, ودموعها غزيرة مدرارةٌ حرّى, خاصّة كلما عادت بذهنها الى تذكر الواقعة, ولم يصرفها عن هذا الا تحلقها في أجواء الملأ الأعلى مترفعة عن حِطَّةُ الدنيا وماديّةُ الارض, وقد أسلمت أمرها الى الله عزوجل ومشيئته النافذة.
هكذا مرّت عليها أشهر الحمل في معاناة قاسية جدا لم تعد معها تطيق حتى نفسها, لم تعد تريد رؤية احداً من الناس أو حتى يروها, ولتحقيق ذلك فقد قرّرت الخروج من بيت المقدس الى مسقط رأسها في الناصرة لتعتزل عن الناس في بيت ريفي مدّعيّةً المرض والتعب كهروب من الناس الى الذات تنتظر قضاء الله عزجل.
وجاء اليوم الموعود, ويحين أوان الوضع, وتدنو اللحظة الحاسمة في اختيارها للأمر الجلل, وتخرج عليها السلام من بيتها ووحدتها تهيمُ على وجهها, لا تدري وجهتها وقد بلغتهمومها ووساوسها ذروتها, حتى اذا أوت على مكان مكانٍ مقفرٍ أجرد عند جذع نخلةٍ يابسةٍ اذ جاءها المخاض , وهي بحالة نفسية وجسدية يُرثى لها لم تستطع مع آلامها حراكاُ , مما اضطرت أن تبقى مكانها, فهوّنَ الله عزوجل عليها معاناتها بوضع طفلها عيسى عليه الصلاة والسلام, ونظرت اليه في اشفاقٍ وحنانأ, ويومها تمنت الموت على أن تقف هذا الموقف وتتهم بشرفها وبراءتها, وغاصت عيناها بالدموع وقد خرجت الثمرة من مكنون الرحم الى عالم الوجود, ونعم الثمرة هذه ونعم الحامل والمحمول, وسبحان الخلاق العظيم من أمره بين الكاف والنون, وقالت في أسىً وحسرةً قوله تعالى:يا ليتني مِتُّ قبلَ هذا وكنتُ نسْياً منسِيّاً
وجاءها صوتً رقيقً لطيفً من أعلى , فسكن بعض ثورتها على ذاتها, وشعرت أنها في حمى حِصْنٍ وملاذٍ امين لا تتخلى عنها في الشدة, فناداها من تحتها ألا تحزني قدٍ جعلً ربكِ تحتكِ سرِّيّاً* وهُزّي اليكِ بجِذْعِ التنخلةِ تُساقطْ عليكِ رُطَباً جنِّنياً* فكلي واشربي وقّري عينافكان عليها هذا القول الكريم بردا وسلاماً هدّاَ من روعها وخوفها وقلقها , واطمأنت , وزادها اطمئناناً صوت الهاتف يقول:واما تَريِنَّ أحداً من البشرِ فقولي اني نذرتُ للرحمنِ صوماً فلنْ أُكلّمَ اليومَ انسيّأً
وتلوذ عليها السلام بحمى الرحمن الذي اصطفاها على نساء العالمين, فطّهرها المولى عزوجل من الدنس, وبرّأها من الخطيئة والاتهام, ونشّأها على عينه سبحانه وتعالى آيةً من آيات القداسة, حملت عليها السلام وليدها العظيم في لُفافته, وعادت الى قريتها في الناصرة, وأتت به قومها, وذاع الخبر وشاع , وبدأ المرجفون المتقوّلون يقولون: تعالوا انظروا الى مريم وقد سقطت في وحل الخطيئة والمعصية, سقطت من علياء الطهر والكرامة الى حضيض الدنس والرذيلة, وعلت أصواتهم لتكون ضجيجا, ثمّ واجههوها بالثورة عليها والانتقاص منها وازدراءها فقالوا لها: هل ما كان منك من الطهر والتبتل والقداسة ستاراً خادعاً زائغاً؟وقال لها آحرون في شيء من الاشفاق: ما عرفنا أباك عمران الا مثالا للطهر والعفة فهو صاحب أصلابنا, وامك حنة لم تقل عن أبوك شأناً فقد كانت موضع تقديرنا واخترامنا, يا آسفاً عليك يا مريم, لقد ضيّعتِ أصالة الجذور الطيبة الكريمة في متاهات الهوى, وهذا ما تجلى في قوله تعالى:يا مريمَ لقدْ جِئْتِ شيئاً فرّيَاً * يا أختً هارون ما كان أبوكِ امرأ سوءٍ وما كانتٍ أمُّكِ بغِيّاًهذا ما كانت تخشاه البتول العذراء عليها السلام, ولجل هذه الاتهامات كانت قد تمنّت الموت على أن تقف بين قومها موقفاً كهذا, ولكنها الآن أكثر صلابةً وقوةً بعدما اطمئنت على أنذ الله معها ولم يُسلمها لهؤلاء المتقولون, لذا نجدها وقد تحمّلت كل هذا الهجوم العنيف بصبرٍ وجلَدٍ, ولم تنبس ببنت شفة امتثالا لأمر الله عزوجل , بل كظمت غيظها, وطوت جناحها على سرها, ثمّ أشارت الى وليدها, وهنا ازداد الناقمون عليها ثورةً, والمستفسرون هياجاً واضطراباً, لاعتقادهم بأنها عليها السلام تسخر منهم وتستهزىء بهم, وتستصغر شأنهم, هم ينتظرون تبريرا منها وهي تشير لهم ب الى طفلٍ وليد فغي أسبوعه الثاني يمشي, لكنهم لم يلبثوا أن أخرسهم الله عزوجل وأبهتم عندما أنطق الله تعالى الطفل عيسى بن مريم عليهما السلام ليُبرأ أمه من التهم التي القاها عليها قومها, فقال قوله تعالى:اني عبدُ الله آتانيَ الكتابَ وجعلني نبيّاً * وجعلني مباركاً أين ما كنتُ وأوصاني بالصلاةِ والزكاةِ ما دُمتُ حيّاً * وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقيّاً * والسلامُ عليّ يومَ وُلِدْتُ ويومَ أموتُ ويومَ أُبْعَثُ حيّاًفأذعن اكثرهم لقول الله عزوجل لما فيه من دليل براءة مريم عليها السلام من التهم الني نسبت اليها ظلما وبهتانا وجهلا, واصغوا بقلوبهم وعقولهم الى الحجة الدامغة التي لا تقبلُ الجدل. لكن قلة قليلة كفرت جهلاً وظلما, وركبت رؤوسها وظلت على ولاءها لشيطانها, ذلك مون يتهم مريم عليها السلام اليوم بالسوء ويتهمها بالزنا بعد تبرئتها يكون كفر بالقرآن الكريم, ومن يكفر بالقرآن فقد كفر.
انّ السيدة مريم قبل حملها بعيسى عليه الصلاة والسلام كانت مخطوبة لشابٍ اسمه يوسف النجار, ولقد وقف معها موقفاً مشرفاً خلال محنتها كلها ولم يتخلى عنها أبدا, بل كان يدافع عنها بكل ثقة مقتنعاً بما جُبِلت عليه, وما أُختيرت له, ظلّ وفيّاً لها ملازماً اياها.وحين أعطى الحاكم الروماني هيرودوس أوامره بقتل جميع أطفال بني اسرائيل المولودين حديثا بناءً على مفادة أفاد بها الكهان والعرافون بميلاد طفل من سلالة داوود عليهما الصلاة والسلام يرثُ الملك, شأنه شأن فرعون مع موسى عليه الصلاة والسلام, عندها حمل يوسف النجار مريم وطفلها عليهما السلام فاراً بهما الى مصر, في مكان آمنٍ لا يصلهم اليه أحد وصفه القرآن الكريم بقوله: الى ربوةٍ ذاتِ قرارٍ ومَعينِ , فأقاموا بها زمناً, حتى اذا هدأ الطلب على المواليد وانتهى الأمر عادوا جميعا الى الناصرة. وهناك في الناصرة عاشت مريم راعيةً لابنها عليهما السلام, حتى اذا بلغ من العمر اثني عشر عاماً سافرت به الى بيت المقدس لحضور احدى المناسبات الدينية, وكان وعيه عليه السلام أكبر من سنه بما آتاه الله عزوجل من الفهم والادراك, وبما وهبه من ذكاءٍ وقّادٍو وفصاحة لسانٍ وبيان كلام, لقد كان عليه السلام رجلا ناضجا في سن مبكرة, غير خاضع لنواميس البشر المتعارف عليه, ولم تأخذه مظاهر المدينة المقدسة, او تستحوذ عليه بما فيها من زحامٍ وعمرانٍ وحركةٍ ولهوٍ وزينة, ويومها انفلت عليه السلام من يد أمه وقصد الهيبكل ليجالس كبار الأحبار والعلماء وناقشهم وحاورهم, وقال أقوالاً لم يألفوها, فمال بعضهم اليه, وزجره أكثرهم, الا أنه أفحمهم جميعا وأعجزهم, وبعدما اقام عليهم الحجة عاد الى أمه التي لم تتوانى عن تعنيفه بفعلته تلك, فاستقبل تعنيفها له بكل أدب واحترام وتقدير, وأخبرها عما كان من شأنه في الهيكل, وحواره مع كبار العلماء, فنصحته بالتوقف عن مثل ذلك خشيةً عليه ورفقا به, لعلمها ما في نفوس الكهان والأحبار من غلوهم في المعتقد, لكنّه عليه السلام أبى الاذعان وأبى الا قول مقولة الحق.
وما أن بلغ الثلاثين من عمره الشريف حتى صدّعَ لأمر الله عزوجل, وحمل أعباء الرسالة, وانطلق يُبَشّرُ بالكلمة في كل مكان, لم يترك جمعاً الا أتاه, ولا نادياً الا ولجه, ولا قريةً الا ونزل بها, وتبعه بعض الناس من التلاميذ النجباء, فقهوا دعوته واستوعبوها, وأعانوه في اذاعتها في كل الأوساط, وقد أطلق الله عزوجل عليهم الحواريون.في هذه الأثناء شعر البعض من أحبار (علماء) اليهود بفقدان نفوذهم ومراكزهم, وزلزلة كيانهم ومواقعهم, الأمر الذي قادهم لأن يسعوا بالوشاية عند الحاكم الروماني بيلاطس, وأخذوا يشوهون صورته عليه السلام ويدّعون أنه ساحرٌ مشعوذ, واتهموه اتهامات ظالمة باطلة كأن قالوا له: انه يُبرىء الأعمى والاكمه والابرص , ويُحيي الموتى بالدجل والافتراء, ويسعى في الارض الفساد, لأجل ذلك لا بدّ من الخلاص منه والقضاء عليه قبل أن يستشري أمره ويستفحل شأنه.لقد أيد الله عزوجل عيسى عليه السلام بأن جعله لا يستقر في مكان ولا يهدأ , يطوف في أنحاء البلاد شرثاً وغرباً مبشراً وداعياص الى عبادة الله الواحد القهار الها واحدا لا شريك له, وما أن أدرك أنه مطاردٌ وملاحقٌ من قبل السلطة الحكمة الظالمة حتى زاد من تنقله وتخفيه, ولكن كان هناك واحدا من حوارييه ويدعى يهوذا الأسخريوطي ضعيف الايمان, سقيم الوجدان, عليل الروح, فسعى الى الحاكم والأحبار, فدلهم على مكانه المتخفي فيه, ونال على تلك الوشاية والخيانة دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني عن جوع, وثمناً لخيانته الدنيئة وبدلا من أن يمسك الجنود ببعيسى عليه السلام في مكان اختفاءه قبضوا على يهوذا نفسه, عندما ألقى الله عزوجل شبه عيسى عليه السلام على يهوذا الذي أذهلته المفاجأ وأخرسته عن الكلام, فما استطاع أن ينبس ببنت شفة, ورفع الله عزوجل عيسى عليه السلام اليه تحمله الملائكة وتتلقاه أيدي الرحمة.وحُملَ يهوذا على أنه عيسى عليه السلام, وصلب عقاباً له, وسرَت الشائعة بصلب عيسى عليه السلام, وتناقلتها الألسن وسرت مسرى النار في الهشيم, لينفي القرآن الكريم مقالتهم الظالمة بقوله تعالى في سورة النساء 157- 158:وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّهَ لهم, وانّ الذينَ اختلفوا فيه لفي شكٍّ منه ما لهم به من علمٍ الا اتباعَ الظنِّو وما قتلوهُ يقيناً * بل رفعه الله اليهِ , وكان اللهُ عزيزاً حكيماًونما أن نقل الخبر الى أمه مريم عليها السلام , حتى ردّدت مقالة ابنها بقوله تعالى: والسلام عليّ يومَ وُلِدْتُ ويومَ اموتُ ويومَ أُبْعَثُ حيّاًولم تلبث عليها السلام الا زمنا يسيرا بعد رفع ابنها عليه السلام حتى توفاها الله عزوجل.
وقد ورد في تفسير العلامة ابن كثير رحمه الله للآية التي تلت كلمة المسيح عليه السلام والتي ألقاها على أمه عليها السلام حين تكلم في المهد وبرأها من التهمة المنسوبة اليها, فقد أجمع علماء التاريخ من أهل الكتاب وغيرهم أجمعوا انّ قسطنطين أول من حرّف الانجيل وغيّر دين المسيح عليه السلام, واستبدلها لهم بكتب القوانين , وشرّعَ لهم أشياء ابتدعوها, وبنى لهم يومها الكنائس الكبرة في مملكته كلها المتمثلة يومئذ ( ببلاد الشام والجزيرة العربية وبلاد الروم) وقد بلغ عدد الكنائس يومها حوالي 12 ألف كنيسة, وعلى الرغم من الايذاء الشديد والافتراء على الله عزوجل بأن وعموا له ولداً, سبحانه وتعالى عما يشركون, الا أنه سبحانه وتعالى بحلمه العظيبم أنظرهم الى يوم القيامة, فمن صفات الله عزوجل أنه سبحانه وتعالى لا يُعجّلَ العقوبة بمن عصاه, كما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا أحد أصبرُ على أذى سمعه من الله, انهم يجعلون له ولداً, وهو يرزقُهُم ويُعافيَهُموقد جاء في الحديث المتفق عليه من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ شَهِدَ أنْ لا الهَ الاّ الله وحدّهُ لا شريكَ له, وأنّ محمداً عبدُهُ ورسوله, وأنّ عيسى عبد الله ورسوله, وكلمتِهِ ألقاها الى مريمَ وروحٌ منه, وأنّ الجنةَ حقٌّ والنارٌ حقٌّ, أدخلَهُ الله الجنةَ على مل كانَ عليه من العمل,أو كما قال عليه الصلاة والسلاموالكلمة التي ألقاها عيسى على أمه عليهما السلام , هي كن , بمعجزة الله عزوجل في حمل أمه به عليهما السلام من غير أب, وما انطاق الله عزوجل لعبده عيسى عليه السلام وهو لا يزال في المهد بكلمة العبودية وأنه عبد الله وورسوله, الا ليبرءَ امه مريم عليها السلام من التهم الباطلة التي نسبت اليها قديما وحديثا والتي وصلت بهم الى حد الاشراك بالله تعالى أن نسبوا اليه سبحانه وتعالى ولداً , تعالى الله عما يشركون ويصفون علوا كبيرا, ولعنوا في الدنيا والآخرة لعناً كبيراً.
قالَ اني عبدُ الله آتانيَ الكتابَ وجعلني نبيّاً
وبقوله تبارك وتعالى الكريم نكون قد أتينا على مسك الختام.

السبت، 18 يوليو 2009

مشاهد من جنازة الشيخ بن جبرين واخر دروسه العلمية رحمه الله


صلاة الجنازة على الشيخ عبدالله بن جبرين قدس الله روحه وجمعنا به في جنات النعيم
http://www.ansarallah.com/play.php?vid=368

اخر دروس الشيخ رحمه الله

http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=5921 4
الأدب المفرد( للبخاري)-شرح الأجرمية-تحفة أهل الطلب في تجريد أصول قواعد ابن رجب (للسعدي)- شرح العبادات الخمس لأبي الخطاب

مشاهد من تشييع جناز الشيخ عبدالله بن جبرين قدس الله روحه
http://www.ansarallah.com/play.php?vid=369

فاروق حسنى , سيد القمنى , حلمي سالم، الناكح والنكوح فى بلد الزرايب

بسم الله الرحمن الرحيم ...
لا أدرى من أين ابداء والى أين أنتهى فالموضوع جد خطير ....
منذ بضع أيام سمعنا أن وزير الثقافة فاروق حسنى أنه قد منح سيد القمنى جائز ماليه على / كتابه (الحزب الهاشمي)
الذي اعتُبر عملًا يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية: "إنَّ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- مشروع طائفي، اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي على وفق النموذج اليهودي "الإسرائيلي"، لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل"، الكلام واضح لا خفاء فيه ولا لبس، الإسلام دين طائفي اخترعه عبد المطلب ليسود بني هاشم!!
فهذة ليس المرة الاولى لهذا الوزير ( المنكوح!!) وسوف أسرد هذة القصة كاملة ...
بل هى المرة الثانية التى تحدث امام أعين وموافقة الدولة المصرية , وهذا النظام الهش الذى يحتضر !!!
في العام الماضي اختار حلمي سالم، المشهور بحبه للعدو الصهيوني ويفخر بأنه من المُطَبِّعين، وكان مما كتبه استهزاء بالله، فقد شبَّه الله سبحانه وتعالى بعسكري المرور، وأنه يزغط البط!!
ماهذا الذى نسمعه من هؤلاء الكلاب !! والله الكلاب افضل منهم فهم حيونات متوحشة للمال والشهرة , فهم ليس ببشر وانما لماذا نلوم علي هؤلاء؟؟؟
اللوم ينطبق على الدولة المصرية والحكومة التى تستعمى الشعب وتنهب ثرواته وتضع مصيرة بين ايدى المخنثين والعلمانيون والملحدين ؟؟
إن الموافقة على هذه الجائزة معناه رضاء الدولة وموافقتها على ما جاء في كتب هذا الأفاك، وهو أمر ليس بالهين اليسير..
ولكن ماذا نقول ولمن نشكوه الا لله الواحد القهار على ظلم هؤلاء الانجاس من الحكام المتسترين على هؤلاء الكلاب ...
أن المسألة لم تاتى صدفة أو عابرة , وانما هو مشروع ( عالمى تنصيرى) ضد العالم الاسلامى كله بدون استثناء .
ثم ما حكاية هؤلاء الملحدين الذين أحتلوا هذة الوزارة السيادية المصرية , أجمع بعض المفكرين المصرين أن هذة الوزارة مخترقة من الامريكان , واليهود , والمنظمات التنصرية , بل ومن رجل الاعمال المليونير النصراني "ساويرس" ينفق عليه ويموله، فهو يمدح "بول بريمر" ويقول: أنه "بفتحه للعراق أفضل من الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر)، صدق الله {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [سورة آل عمران: 118].
هل أصبح الاسلام لقمة سائغة لهؤلاء اللوطين المنكوحين ؟؟؟
نعم فاروق حسنى واطى ولواطى ؟؟؟ 96 سنه أحداثها فى مدينة الاقصر الفرعونية المصرية ..
واليكم القصة كاملة .. حتى يتم فضح ابن الزوانى هذا وغيرة من العملاء ... واعزورونى فى مخاطبتى الى هذا الكلب ؟؟؟
فى صيف عام 96 كانت تمر سيارة جيب سوداء تحمل ارقام ( عادية ) وكان خلفها 3 سيارات من سيارات الحراسات الخاصة ...
ولكن فاروق ( أكلتة الدودة!!) من الخلف فلم يجد ألا أن يأمر بالرجوع الى الفندق المقيم فيه , ثم أمر رجالة أنه سوف يخرج متنكر فى زى مصرى عادى , وقال لهم أنه متضايق جدا" من الحراسة فليكن , وسوف اكون على اتصال بكم لو حدث اى شى ؟؟؟
فركب سيارته السوداء , وعرج فى شوارع الاقصر الجميلة الهادئة , فوجد ( ضالتة !!) ؟؟؟؟؟
شاب اسود لا يتعدى 18 عاما" يجلس على قارعة الطريق , فتوقف فاروق وسأل الشاب عن بعض الاشياء , فأخبره بانه يعرف الاقصر ظهرا" عن قلب !! وفى المقابل سوف أخذ منك بعض الجنيهات لو اوصلتك الى بعض المناطق الجميلة , فوافق الواطى بذلك ...
ركب الشاب بجوار ( فوقة !!) وبداء يتحسس العضو الذكرى للشاب فلم ينهرة الشاب نظرا" لانه قال أن هذا الشخص من الممكن سرقتة ؟؟؟
فنزلوا الى منطقة ( مهجورة !!) ووعده ( فوقة !!) لو ظبطتنى ( حروقك!!) فقال الشاب تحت الامر ,,,, وتعرى فوقة وكشف السر الشاب , وتم عمل ما قد كان ....
ونظرا" الى حالة الارتباك التى كانت تعرتى فوقة , أنتهز هذا الشاب الفرصة ( وكشر عن غضبة ) فخاف فوقة من ( الفضيحة !!) فقام الشاب بعد ان نكح الناكح المنكوح بتفتيش جيواب فوقة ؟؟؟؟ واخراج كل ما يملكة ... المعروف أن الوزراء لا يملكون الاموال فى جيوبهم ( فيزا كارت !!) فلم يبالى الشاب وخلع فوقة الساعة ( الرولكس !!) وهذة هى الاداء التى اوصلت الموضوع كاملا" بسبابها ؟؟؟
وتم ضرب فوقة على وجهة , وكذلك على جسدة , وتم طرده من موقع الناكح والمنكوح .......!!!!!
تمر ألايام والاسابيع بعد هذة الحادثة !!! فيقوم الشاب ( سعد ) الناكح بعرض الساعة الى محل ساعات فى الاقصر ؟؟؟؟ فلم يفلح فى بيعها ؟؟
فعرضها الى رجل يعرفة فقدر الساعة بمبلغ ( 100) مصرى ؟؟؟ رولكس بمئة جنية مصرى ؟؟؟
فيذهب الرجل الى القاهرة لزيارة بعض اقاربة فيرون الساعة فى يدية , فيخبرونه أنها ( رولكس ) ربما ساعة مضروبة , أو ربما تقدر بثمن ؟؟ فيمضى ( أبراهيم !!) الذى اشترى الساعة من ( سعد !!) الى تاجر ساعات وسط البلد ؟؟؟ فيقول له أن هذة الساعة اشك فيها أنها مرصعة ( بلماس !!) فيخبره أنه يعرف من يشتريها ؟؟
فيرسله الى تاجر ساعات ( خواجة!!) فى شارع ( قصر النيل !!) فيدخل على صاحب المحل ( الخواجة!!) ويعرض الساعة , فيقول له الخواجة ..
أين وجدتها ...
فيقول اشتريتها من واحد صاحيى ..
فيقول له أنتظر لهما اشوفها ..
فيأخذ الساعة الخواجة ليقيمها ...
فيجد المفاجأة ..
الساعة هذة لا تصنع الا للناس المعروفة ؟؟؟
ووجد عليها حروف ( f s ) ؟؟؟
فيبحث الخواجة فى دفاتر الساعات الرولكس فى مصر فيجدها خاصة بفوقة ؟؟؟
يتم القبض عليهم جميعا" فى المحل ؟؟؟ ويحالون الى مباحث امن الدولة المصرية ؟؟
ويتم كشف المستور هناك .. ,احضار فاروق حسنى , فقال فوقة ...
نعم هذة الساعة ملك لى , ولكنها أخذت غصب عنى ..
لماا ياسيادة الوزير فوقة لما تبلغ / الرد / الموضوع تافهة جدا"
الساعة ياسيادة الوزير فوقة تبلغ ( 100) جنية مصرى / قلت ربنا يعوضنى غيرها ؟؟
طيب كيف تعرف على المتهم ؟؟
أتصل بى وقال أنه وجد مقبرة أثارية فى الاقصر ؟؟ فذهب لكى أعرف اين وجدها ..
ولماذا لا تصطحب أى من الحراسات معك ؟؟
قلت اعملها مفاجاة , وربما يكون اكتشاف اثرى هام ؟؟
هذا خطر عليك جدا" أن تذهب وحدك ؟؟؟
ربنا هو الى بيستر؟؟؟
طيب شكرا" سيادة الوزير ؟؟؟؟
خذ الساعة بتاعتك وروح احنا حنتصرف ؟؟
طيب ممكن الموضوع لا يقوم احد بنشرة ؟؟؟
روح يا سيادة الوزير ؟؟؟
ثم ياتون بالشاب ( سعد!!) ويحكى القصة من طقطق الى سلاموا عليكم ...
يدق جرس الهاتف الى قيادات امن الدولة ؟؟؟
نعم / حاضر/ كله تمام / لانشر/ لا مواضيع / لاشىء ؟؟؟
لكن ظابط امن الدولة نقلوا هذة الفضيحة الى بعض الجرائد وعلى راسها جريدة ( الشعب ) ؟؟
ثم نشرت جريدة الشعب بعض الوقائع الخطيرة جدا" ؟؟؟
المكافاة ؟؟؟
حبس الاستاذ / عادل حسين رحمه الله ..
حبس الاستاذ / مجدى حسين / فك الله اسرة ؟؟
أغلاق جريدة الشعب ؟؟؟
نهر مباحث أمن الدولة ؟؟؟
نقل بعض الظباط الى مواقع أخرى / مطافى / بلديات / أقسام شرطة ؟؟
هذة هى القصة ايها السادة للوزير الواطى اللواطى ولك ان تحكم ؟؟؟
لا أريد وضع صور لهؤلاء حتى لا ينجسون المقال ؟؟
والسلام عليكم

فى مصر جائزة للشيطان سيد القمني!!!

مصر التي مكث بها الإمام الشافعي ينشر العلم ودُفِنَ على أرضها.مصر التي جلس الإمام ابن حجر العسقلاني في الجامع الأزهر سنوات يعلم الناس ويشرح صحيح البخاري.مصر التي خرج منها الإمام السيوطي وعلّم الناس تفسير القرآن.مصر التي أخرجت الإمام الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية.مصر التي أخرجت الآلاف من العلماء في كل صنف ونوع من العلوم الشرعية، وظل الأزهر منارة للعلم الشرعي فيها حتى وقت قريب.الآن مصر يخرج منها كل ناعق يهاجم الإسلام ويعبث كيفما شاء بقواعد العلم الشرعي ليضلل الناس، والأخطر أن الدولة تحتفي بهؤلاء الشرذمة من الضآلين المضلين.ومؤخراً ظهر من هؤلاء من يدعي أنه كاتب (سيد القمني)، فماذا كتب؟!، لقد كتب الشيطان بقلمه كل كذب وحقد وإفك على الإسلام ونبيه الكريم، وهي كتابات أجمع كل علماء الإسلام من علماء الأزهر على رفضها تمامًا؛ لمخالفتها وعدائها الصريح للإسلام دين الدولة والشعب.وتقرب سيد القمني إلى كل عدو للإسلام من الشيوعيين الملاحدة، إلى اليبراليين الضآلين، إلى قساوسة النصارى وكنائسهم، إلى الأمريكان، لم يترك قبلة للضلال إلا وتقرب إليها وطفحت كتبه بكل شره.لكن مصر حدثت فيها مصيبة فى أواخر شهر يونيو؛ فقد صدر قرار من المجلس الأعلى للثقافة بمنح سيد القمني جائزة الدولة التقديرية.وانتقد كل غيور على دينه في مصر بل والعالم العربي والإسلامي هذا القرار الخبيث الذي يشجع كل حاقد على معاداة الإسلام ويعطي جائزة لمن برع في سب الله ورسوله الكريم، إنها مصيبة في مصر البلد الإسلامي، حسبنا الله ونعم الوكيل.وأذكر هنا في مقالي نذر يسير مما طفحت به كتبه من أمثلة توضح مدى العداء للإسلام، ومن تلك الكتابات لسيد القمني التي تنوعت من اتهام للإسلام، إلى اتهام النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى اتهام القرآن الكريم، حتى إلى اتهام السيدة مريم!!ففي كتابه (الحزب الهاشمي)، الذي اعتُبر عملًا يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية: "إنَّ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- مشروع طائفي، اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي على وفق النموذج اليهودي "الإسرائيلي"، لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل"، الكلام واضح لا خفاء فيه ولا لبس، الإسلام دين طائفي اخترعه عبد المطلب ليسود بني هاشم!! وفي جزء آخر يقول: "إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قد وفَّر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة -رضي الله عنها-، بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن أسقاه الخمر"!!، تشكيك واتهام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالباطل بكل وضوح. ومن أقواله الأخرى من كتاب (الأسطورة والتراث)، سيد القمني، ص(362-364): "القرآن لا يعتَد بالحقيقة، وإنما باللحظة الراهنة، فيتقرب إلى اليهود ويجاملهم حين يكون المسلمون بحاجة لهم، ثم يهاجمهم ويُنَكِّل بهم حين يقوى المسلمون"!!. وفي أحاديث صحفية كثيرة يتهم القرآن أنه متناقض، وأنه يحتاج إعادة ترتيب، وأنه نص تاريخي يجب وضعه موضع المساءلة الإصلاحية النقدية!! والأخطر ما قاله في السيدة مريم التي برأها القرآن الكريم، وبراءتها معلومة من الدين بالضرورة، ومما قال عنها في المرجع السابق، ص(179) عن مريم عليها السلام: "كانت مريم منذورة للبغاء المقدس والعهر مع الآلهة، فبين الآلهة والجنس علاقة وطيدة ... لا يمكن أن تنجب بدون رجل يأتيها ـ كما تعتقد بعض المجتمعات المتخلفة شبه البدائية ـ وكما تعتقد بعض الديانات الكبرى القائمة إلى الآن"!!!، واضح من الكلام أنه اتهام دنيء للسيدة الطاهرة مريم عليها السلام. وفي كتابه (أهل الدين والديمقراطية) يتهم الإسلام بالظلم؛ لعدم المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وفي ص(318) من الكتاب يقول: "العقيدة الإسلامية مليئة بالأساطير، كيف يمكن تنقيتها من كل هذه الشوائب؟". وفي كتابه (عفاريت التراث) يتهجم على الصحابة عثمان بن عفان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، ويقول: "إن فتوحاتهم لم تكن إلا من أجل المال". الحقيقية أن الباحث في كتب سيد القمني لا يجد أي فكر ولا مثقال ذرة للبحث الاجتماعي تستحق الرد أو القراءة والاهتمام، إنما يجد مقلد ركيك للمستشرقين الحاقدين على الإسلام، ومن تبعهم من الأرذلين، ولولا حصوله على تلك الجائزة ما كتبت عنه حرف. لكن الملفت هو موالاته للأمريكان وأتباعهم، فلا يخفى أن المليونير النصراني "ساويرس" ينفق عليه ويموله، فهو يمدح "بول بريمر" ويقول: أنه "بفتحه للعراق أفضل من الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر)، صدق الله {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [سورة آل عمران: 118].من الواضح أن الأمريكان لهم مصلحة في تمويل مثل هذا الأفاك؛ لمحاولة فتنة المسلمين وتشكيكهم في دينهم، وأشد الناس فرحًا بسيد القمني وأمثاله المحتلون الصهاينة في "تل أبيب" فهم الذين منحوه الجائزة قبل أن تُمنح وتُعلن في القاهرة. ومن أعجب ما رأيت في تتبعي لسيد القمني، هو ادعاؤه أنه حاصل على الدكتوراه؛ فظللت أبحث وأسأل من أي جامعة حصل على الدكتوراه، وما هو موضوعها؛ فلم أجد إجابة مطلقًا، بل أكد لي أحد أصحاب دور النشر أنه لم يحصل على الدكتوراه مطلقًا، فلماذا الادعاء الزائف بتقديم اسمه بلقب دكتور إلا إذا كان ذلك للتغرير بالجهال؟! وتبقى عدة نقاط هامة؛ الأولى: أنه للمرة الثانية يصر وزير الثقافة المصري على أن يصدم الشعب المصري المسلم في اختيار جائزة الدولة، في العام الماضي اختار حلمي سالم، المشهور بحبه للعدو الصهيوني ويفخر بأنه من المُطَبِّعين، وكان مما كتبه استهزاء بالله، فقد شبَّه الله سبحانه وتعالى بعسكري المرور، وأنه يزغط البط!! وهذا العام اختار سيد القمني الذي قدمنا لنذر يسير من تبجحه وحقده على الإسلام، فلمصلحة من؟!، هل كي يرضى اليهود والنصارى، ويوافقوا على تعيينه في منصب مدير "اليونسكو" على حساب الإسلام؟!، وحتى متى يبقى الإسلام مطية لكل خسيس يريد أن يبيع دينه في سوق النخاسة؟! النقطة الثانية: من الواضح تغلل الشيوعيين في المجلس الأعلى للثقافة، ولكن أين الدولة المصرية؟!، إن الموافقة على هذه الجائزة معناه رضاء الدولة وموافقتها على ما جاء في كتب هذا الأفاك، وهو أمر ليس بالهين اليسير، فهل ذلك كي تنال الدولة رضا الأمريكان على حرية التعبير بالكفر في بلد الإسلام؟! لا أعتقد أن الأمريكان أنفسهم يعطون جائزة دولتهم لمن يجهر بالحقد والعداء للنصرانية ولنبيها عيسى عليه السلام وللسيدة مريم. النقطة الثالثة: ذلك الاحتفاء الغريب المريب من كل أعداء الإسلام من الملحدين والعلمانيين والنصارى بفوز سيد القمني بالجائزة؛ يدل على نشوتهم بنصر حققوه في بلد الإسلام، ولكن مما يحزن أن الكثير من أهل الإسلام في غفلة عن هؤلاء الحاقدين وأساليبهم، ويزداد الحزن لتفرق العلماء والمثقفين المسلمين، وعدم وقوفهم صفًّا واحدًا ضد هؤلاء الموتورين الحاقدين. أتمنى أن لا ينتهي الأمر إلا بسحب تلك الجائزة من ذلك الأفاك، وتوضيح زيف افترائه على الإسلام وضلاله؛ كي يهوي في قعر وادي النسيان هو وضلاله. وأخيرًا، إن كتابات وهرطقة سيد القمني لا تستحق أية جائزة مطلقًا، إلا من "تل أبيب"، لا من القاهرة، حصن الإسلام وبلد الأزهر الشريف، الذي يفخر بعلمائه في مصر والعالم كله. ومهما كتب سيد القمني، وعشماوي، ونصر أبو زيد، وسلمان رشدي، وغيرهم فلن يستطيعوا أن ينالوا من الإسلام أبدًا، والله أبدًا، وصدق الله القائل في كتابه الكريم: {يُرِيدُونَ ليُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفوَاهِهِم وَاللهُ مُتِمُ نُورهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُوُن} [الصف: 8].ممدوح إسماعيل محام وكاتب elsharia5@hotmail.com

الجمعة، 17 يوليو 2009

أقتلوا الكافرة الداعرة المحامية نجلاء الامام ..

بسم الله الرحمن الرحيم ...

نجلاء الامام المحامية المصرية التى تريد الشهرة دون غيرها , حتى لو كانت على حساب تغير جلدها وعقيدتها فى مقابل الاموال ...

فنجد النصارى ومن ناصرهم يمدحون فى هذة المراءة الكافرة الساقطة من أعين النصارى قبل المسلمون .. لماذا ..

من هان عليه دينة الاول ... سيهون عليه الدين الاخرى ؟؟؟

ولا ندرى هل سنجد هذة الكافرة السحاقية تنخلع من دين النصارى لترتمى الى دين اليهود ...

فليس عجيبا" فى هذا الزمن الموحش ان نجد زمرة من بعض الافاقين والمنافقين يرتمون فى أحضان الدين لمجرد المال والسفر والعمل فى الخارج ؟؟؟

فكلنا نعلم أن ( علام ) الىذ باركة بابا الفتيكان بنفسه ( وعمدة!!) كان متزوج من نصرانية دارسة للاهوات فى جامعة فى ايطاليا , ثم هو علام هذا قد قام بنشر كتاب ( تحيا أسرائيل !!) وجنى من ورائه ( مليون دولار !!) فى اول طبعة , ناهيك عن باقى الطبعات الاخرى , وكذلك ترجمته الى لغات عده فكيف يكون مكسبه من وراء ذلك .. وبعد مباركة البابا بالطبع ؟؟؟

وللاسف نجد الحكومة المصرية مكتوفة الايدى أن هذا التطاول على الاسلام وكأننا اصبحنا غرباء فى هذة البلدان أو مواطنين من الدرجة الاخيرة ؟؟

والذى يشاهد هذة المراءة الكافرة التى أن وجدت يستبح دمائها . نعم مستباح دمائها واموالها , ومن لم يقل غير ذلك فهو على شاكلتها ..

واليكم الادلة ...

قال الله عز وجل { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ{65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ{66}

فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر ، فالسب بطريق الأولى ، وقد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر ، جاداً أو هازلاً .

أجمع العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله .

وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل العلم كالإمام إسحاق بن راهويه وابن المنذر والقاضي عياض والخطابي وغيرهم . الصارم المسلول 2/13-16

.يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

"إن سب الله أو سب رسوله كفرٌ ظاهرًا و باطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل".

قال الإمام أحمد رحمه الله:

من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، وذلك أنه إذا شتم فقد ارتد عن الإسلام، ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم.

قال القاضي أبي يعلى:

من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر، سواء استحل سبه أو لم يستحله".

قال ابن راهويه:

قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئًا مما أنزل الله أو قتل نبيًا من أنبياء الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرًا بكل ما أنزل الله.

قال ابن تيمية رحمه الله:

هذا مذهب عامة أهل العلم، قال ابن المنذر أجمع عوام أهل العلم على أن حدّ من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل. وممن قاله مالك، والليث، وأحمد، وإسحاق، وهو مذهب الشافعي..

وقد حكى أبو بكر الفارسي من أصحاب الشافعي إجماع المسلمين على أن حد من يسب النبي صلى الله عليه وسلم القتل.

وقال الخطابي: لا أعلم أحدًا من المسلمين اختلف في وجوب قتله.

أكتفي بهذه النقولات لأن الأدلة كثيرة جدا وهذا الأمر أصبح معلوما من الدين بالضرورة.

وهذا القديوه : للكافرة الملعونة نجلاء الامام وهى تحض على الفجور للتحرش بنساء اليهود ...

الخميس، 16 يوليو 2009

الورق الأصفر(الشمواه)!!!!!!!!


بسم الله والحمد لله..والله مصيبة..
.صحيح أنني إذا نظرتُ للمسألة من جهة كوني صاحب مكتبة = ربما رضيتُ عن تلك المصيبة..لكني إذا نظرتُ نظر من يرجو الخيرَ لإخوانه وأمته = رأيتها مصيبة ومصيبة عظيمة..لما ظهرتْ تحقيقات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد = رأها عدد من أهل العلم شيء لا فضل فيه ولا زيادة علم مؤثرة..ولم يروا لها فضلاً عن سابقتها من الكتب إلا أنها طبعت على ورق أبيض قياساً إلى سابقتها المطبوعة على الورق الأصفر..

أما الآن..فطباعة الكتب على الورق الأصفر(الشمواه) هي من دلائل جودة إخراج الكتاب..وحتى رأيتُ عدداً من المؤلفين يُثني على ناشر كتابه بجودة الإخراج..والطباعة على الورق الأصفر..والذي أراه -وتلك هي المصيبة- أن غالب ما تقذف به المطابع اليوم هو ورق أصفر..نعم.الغالبية العظمى مما تنشره المكتبات اليوم هو ورق أصفر لا خير فيه قط (على مذهب العرب في الكلام)والغريب العجيب = هو تكالب الطلبة !!والله العظيم الفلوس صعبانة علي..على رسلكم !!ركام من الرسائل العلمية يتخطفها الطلبة من على الأرفف وهي أبحاث لطلبة متدربين ليست مما يُحرص عليه أو يُقتنى...شروح كحثو الطائر لا فائدة فيها وجلها معاد مكرور لا تشعر في الغالب بفرق بين مادة المتن ومادة الشرح..وترى الطالب يتخطف شروح العالم مشهور الاسم بقطع النظر عن جودة الشرح وهل سيفيد الطالب فائدة جديدة أم لا..كتاب مطبوع على ورق فاخر وتجليد فاخر ويباع بحوالي خمسة دولارات ولا شيء فيه إلا قصص استخرجها المؤلف من كتاب مشهور معروف وفي الكتاب أضعاف ما استخرجه الشيخ وفي الباب مؤلفات مستوعبة = فلم يشتره الناس ؟؟!
شرح لعمدة الأحكام يباع بعشرين دولاراً تقريباً وهو كتاب ضعيف جداً ويتخطفه الناس لشهرة مؤلفه فلم ؟؟!!
لابد من بيان أن المؤلف يؤجر على مؤلفه وعمله لدين الله بقطع النظر عن أحوال الناس فلا دخل له فيما نتكلم فيه وللكلام عن مقتضيات التأليف مقام آخر..ولابد من بيان أن ضعاف الطلبة والمبتدئين منهم ربما استفادوا من الكتب التي جعلناها ضعيفة فلا يخلو كتاب من فائدة وإنما كلامنا لهم باعتبار المستقبل فلا يتكالبوا على شراء مالن يحتاجوه بعد وما يخرجهم من فئة ضاف الطلبة يكفي فيه شرح واحد فلم شراء خمسة شروح للمتن الواحد وكلها رتبة واحدة قريبة..أما غالب كلامنا فموجه لمن أعلم وأراه أنه من الطلبة المتوسطين أو الأقوياء ثم تراه يجر من على الأرفف ما أكثره حشو لا فائدة فيه...

قواعد الشراء1
- غالب الرسائل العلمية = ركام لا خير فيه.
2- غالب شروح المعاصرين يغني واحد واثنان منها عن باقي شروح المتن الواحد.
3- غالب ما يوضع للمبتدئين من الكتب الميسرة = يغني واحد منه واثنان عن الباقي.
4- غالب التحقيقات الحديثية لا فائدة منها والأولى أن يوجه طالب العلم عنايته للكتاب الذي حقق تحقيقاً ضبط فيه نصه ضبطاً جيداً.
5- غالب التفريغات التي لم يشرف عليها أهل العلم = لا خير فيها.
6- اعتن بكتب المحررين وأهل النظر والتجديد في العلوم فاستوفها شراء (وسأفرد موضوعاً لتعيينهم بأسمائهم)
7- أغلب تحقيقات الكتب الكبيرة مفضولة متقاربة وجلها دون الغاية.8
- إذا أوصى واحد من أهل التجديد بكتاب = فعليك به.9
- شهرة الكتب لا تدل على شيء.
10- غالب كتابات الوعاظ الخارجة عن صلب الوعظ= ضعيفة لا خير فيها11
- لا تشتر طبعتين من كتاب واحد.12
- فر من إعادة الصف المحضة = فرارك من الأسد ..إلا إن كان معك ما يدل على ضبطها.14
- احرص على الكتاب المجلد وبعدها لا تشتغل لا بورق أصفر ولا بجودة تجليد ولا أي حدوتة من دول.
15- غالب ما يقال فيه : طبعة ثانية محققة = لا جديد فيها بصورة مؤثرة.
16- إذا كان الكتاب يعالج مسائل فاختر منها واحدة تتقنها وانظر كيف صنع فيها وزنه بها وقس عليها.
17- اقرأ الفهارس والمقدمة جيداً جداً.18
- دار النشر ليست معياراً ثابتاً لجودة الكتاب.
19- لا تشتر كتابين يعالجان موضوعاً واحداً بل يكفيك واحد واستعر الآخر واقرأه.وأضف فوائده.20
- اعتن بكتب النوازل الفقهية والعقدية والسياسية .ربما إذا عن لي شيء آخر كتبته...وقد أحببتُ أن أضرب أمثلة لما يقبل عليه الناس ولا خير فيه = ثم أحجمتُ لأسباب لا تخفى..
أيها الأحباب :

الأموال ضعفت بركتها ولكن ليس لأجلها فقط كتبت ما كتبت فالكتب كثرت..والأوقات ضاقت..والمطالب كثرت..والهمم ضعفت والإقبال على الشراء مؤثر في تقدم الأمة..فالأناة الأناة..

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

أنظروا كيف يخدعونكم , ويسقونكم خمرا" وانتم لا تدرون ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظه هذه المعلومات التي ستقرؤونها صحيحة 100 % بدون غش او خديعه هل انتم عارفينيعنى دايت كاكاو دايت بيبسى..أو دايت كوكاكولا... أو..السكر الصناعي في الشاي والقهوة..؟ اكيد في بالكم انه حاجه للرجيم... علشان الواحد ما يسمن أو علشان الناس اللي ممنوع عليهم السكر اصحاب مرض السكري..باختصار هذا النوع من الدايت علشان الصحه....للاسف إن المصنعين يستخدمون ارخص نوع من انواع السكر الاصطناعي و هو الاسبرتيم يعني اتخيلو, احنا نشرب هذه المشروبات الخاليه من السكر علشان صحتنا..و لكن للاسف هذي الماده تقتلنا على البطيء...و اكبر مصيبه اننا لما نشربه..نشرب خمر و احنا مش عارفين..و ازيدكم من الشعر بيت إن هذه الماده إذا تشرب نصف علبه باليوم... بدلا ما ترشقكم تخليكم اسمن من الاول ب 36.6% أول ما عرفت هذه المعلومة..عرفتها من خبيرة في مستشفى في بريطانيا..كانت بس تنصحتنا ان مانشرب اي مشروب يحتوي على مادة الاسبرتيم قبل الامتحان...لانه يؤثر على كل جسم الأنسان و خاصة الدماغ..لأنه يفقد الواحد التركيزه في الامتحان و مع العلم انه في بريطانيا 98% من الشباب يشربون مشروبات غازيه و اكثرهم يشربون دايت...وكانت تخبرنا عن اضرار هذا السكر الاصطناعي كانت تقول لنا...ان اي مشروب غازي خالي من السكر..يحتوي على سكر صناعي....اسمه اسبر تيم..aspartame... و مع العلم إن هذا السكر الصناعي هو اخطر نوع من انواع السكر الصناعي...لأنه يدخل في جسم الانسان و يتحول الى ثلاث مواد و من ضمنهم مادة الميثانول Methanolوهو سموم تتكون في جسم الانسان و الميثانول هو كحول او بمعنى أدق هو الخمر والعياذ بالله هذا يعني ان الخمر يدخل في اجسامنا و نحن لا نعلم الاسبرتيم يسبب أمراض كثيييره..و منها مرض الذئبه الحمراء و فقدان الذاكره و امراض جينيه.والله إن هذه المعلومات 100%..صحيحة لأني أول ما عرفت عن الموضوع عملت بحث كثير حتى أتأكدت أن معلوماتي صحيحة..وبدأت انشر المعلومه..اللهم إني بلغت اللهم فشهد... إذا في احد اضطر انه يستخدم سكر اصطناعي أصحاب مرض السكري...أحسن انه يستخدم سكر النبات..
و هذه بعض الروابط

لا اله الا الله محمد رسول الله
الحمد لله على نعمة الاسلام...... وكفى بها نعمة

تفاصيل التصميم الله اكبر • Hitskin.com

السبت، 11 يوليو 2009

اشتقتُ إليك يا قلمي!!

اشتقتُ إليك يا قلمي!!فلطالما كنتَ مؤنسي في وحدتي، وسَلْوتي عند وحشتي، فما لك اليوم صرتَ إلى جفاء صديقك الحميم، وهِجران خليلك القديم؟أما تَحِنُّ إلى طرب الاهتزاز على الصحائف؟أما تشتاق إلى تسويد الأوراق بنور الكلمات؟أما تهفو إلى بث الأشجان وإخراج مكنون الفؤاد؟ما لِحِبْرك يا قلمي صار جامدًا، وآخِرُ عهدي بك سَيّالا لا تُعوِزك العباراتُ، ولا تتوقف لاختيار الكلمات؟ألا تذكر يا قلمي تلك الليلة التي كتبتُ فيها خواطري بين أدمعي حتى بلَّلت أسطري؟أنسيتَ سعادتنا معًا بكتابة مذكرات تلك الليالي الدافئة، حيث الانفراد في البيت واتخاذ الكتاب رفيقًا؟أجفوتَ ما سوَّدناه معًا من صفحاتٍ فيها تحريراتٌ بالغات وبحوث نيرات هي خلاصة اللب وثمرة الفؤاد؟ما لِجِسمك يا قلمي صار شاحبًا، وقد كان من قبل ينطف نضارةً وحُسنًا؟ولما لِجِلْدك يا قلمي صار جافًّا خشنًا، وهو الذي كان ناعمًا في يدي يكاد يكتب الكلمات وحده!وما لي أراك تُقدّم رجلا وتؤخر أخرى حال الكتابة، وعهدي بك قديمًا تكتب وتكتب، ولا يكاد يوقفُك شيءٌ، حتى لتكاد تسبق ذهني إلى الكلمات سَبْقًا؟لا أريد أن أتَمَلَّقك يا قلمي، فليس ذاك من خلقي ولا خلقك!ولكني أذكرك بما قيل في القرطاس والقلم من المديح الذي سارت به الركبانُ، وما كُتِب في فضائلهما في القديم والحديث.ألا تذكر قول أبي تمام الطائي يمدح صاحب قلم:لك القلمُ الأعلى الذي بشباته يصابُ من الأمر الكلى والمفاصلُلعابُ الأفاعي القاتلات لعابُه وأَرْيُ الجنى اشتارتْه أيدٍ عواسلُله ريقة طل ولكن وقعها بآثاره في الشرق والغرب وابلُفصيحٌ إذا استنطقتَه وهو راكب وأعجمُ إن خاطبتَه وهو راجلُإذا ما امتطى الخمسَ اللطاف وأفرغت عليه شعاب الفكر وهي حوافلُأطاعته أطرافُ القنا وتفوضت لنجواه تفويض الخيام الجحافلُإذا استغزر الذهن الجلي وأقبلت أعاليه في القرطاس وهي أسافلُوقد رَفَدته الخنصران وسدَّدت ثلاثَ نواحيه الثلاثُ الأناملُرأيتَ جليلا شأنه وهو مرهفٌ ضنى وسمينًا خطبُه وهو ناحلُأفضقتَ ذرعًا بهذه الدنيا؟ أم هانت عليك هذه الفضائل؟ولا أريد أن أقول: أم أصابك الغرورُ، فلم تَجِد لما عندك موضعًا يحتملُه، فآثرت دفنَ بنات الأفكار على إنكاحهن من غير الأكفاء؟لا إخالُك شختَ أو أصابك الوهنُ، فما تلك من صفاتك ولا من صفات بناتك؟ولا إخالُك مَلِلتَ من التكرار، فالعلم بحر لا ساحل له، فوق أنه يزكو على الإنفاق.تذكَّرْ ماضيَك يا قلمي، فلعله يشوقُك ويسوقُك إلى معاودة المسير:فكم من ضال قد هَدَتْه كلماتُك!وكم من أعمى قد بصّرته عباراتُك!وكم من باحث قد أرشدته سطورُك!وكم من مُستَمْلِحٍ أطربته جملُك وفقراتُك!سطورُك سوداء.. لكنها في القلوب بيضاء، جسمك ضئيل.. لكنه يهزم حامل السيف الصقيل.جِرْمك صغير.. لكن علمك كبير!تنطق بغير لسان، ويُبصَر بك وما لك عينان، وتنقل أخبار العالم وليس لك رجلان.لا يُبرم أمرٌ ولا يُحل إلا بك، ولا يُوثق شيء ولا يفسخ إلا في ظلك، تعين الأبكم على الإفصاح عن مكنون فؤاده، وتساعد العالم على إبقاء لسان الصدق له أبد الآبدين.كم كانت كلماتُك إحياءً لأناس وموتًا لآخرين؟كم كانت سطورُك فتحًا للبلدان وإقامة للقرى؟ليس لك فم.. إلا أنك أحد اللسانين!وليس لك لسان.. إلا أنك أحد الفصاحتين!ولا تملك كرسيًّا.. إلا أنك أحد الرياستين!ليس لك حد يقتُل.. إلا أن خطك أحدُّ من السيف!وليس لك جند يَحمِل.. إلا أن حبرك يفوق من الجنود الألف!أجبني يا قلمي!.. فقد طالت مناداتي لك ومناجاتي، فلا تدعني صريعَ اليأس خليلَ الهموم، فلم يبقَ لي من صاحب ألجأُ إليه إلا أنت، فأنت أولُ صاحب وآخرُ صديق!وأخيرًا أجاب القلم، فقال:اشتقتُ إليك يا صاحبي، فلنِعْمَ الأنيسَ كنت لي، وأنا على العهد مستمر لم أحِدْ يومًا عن الطريق، إلا أنك تغيرتَ وجفوتني فأصابني هزالُ الإهمال، وكدتُ أموت من قلة حبر الحياة وماء الحركة.أتتهمني بالجفوة يا صديقي؟!ألم تتركني إلى ركن الإهمال؟ألم تستبدل بي صحابًا آخرين؟ألم يستولوا على قلبك حتى لم يدَعوا لي مكانًا فيه؟أين ما كنت تُطربني به من لذيذ الأشعار؟أين ما كنت تُتحفني به من نوادر الكلمات ومحاسن العبارات؟أين بحوثُك وتنبيهاتك؟أين نكتُك ولطائفك؟أين منقولاتك وتعليقاتك؟أين تلخيصاتك وملحوظاتك؟أين مراجعاتك لمحفوظاتك؟لقد تغيرتَ أنت يا صاحبي فلستَ بصاحب الأمس!أما أنا فكما أنا، على العهد محافظ، وعلى الجادة مرابط، أنتظر أوبتَك بفارغ الصبر!إنني أمانة يا أخي، فلا تتعرض منها لما لا تطيق، واعلم أن ما تكتبه اليوم فستسأل عنه غدًا، فلماذا تستعملُني فيما يضرك غدا ولا ينفعك اليوم؟!أخشى أن أثقل سمعك بأوقار ما أسمع من قصص إخواني الأقhttp://www.alukah.net/articles/1/6234.aspxلام، فما أظن الحجرَ يحتملُها فضلا عن البشر، ولكن صدق خالق البشر: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74].فهذا قلم.... وقع بيد منافق عليم اللسان، فأصيب هذا القلم بالهزال من كثرة ما سطَّر به صاحبُه من خبيث الأورام!! وأصيب بالجذام من كثرة ما دس به صاحبه السم في العسل!! وأصيب بالخبل من كثرة ما يقول صاحبه ولا يفعل! وصار يردد كل يوم قول حافظ:كم عالمٍ مدَّ العلومَ حبائلا لتباغض وقطيعةٍ وفراقِوأديبِ قوم تستحقُّ يمينُه قطعَ الأنامل أو لظى الإحراقِفي كفه قلمٌ يمج لعابه سَمًّا وينفثه على الأوراقِلو كان ذا خلق لأسعد أهله ببيانه ويراعه السباقِوهذا قلم.... وقع بيد جاهلٍ ساقته الأيدي الخفيةُ ليكونَ من علية القوم، فصدروه ولا يستحق التصدير، وكبَّروه ولا يستحق إلا التحقير، فأصاب قلمَه التخمةُ من كثرة ما يكتب من هراء، وامتلأ بالانتفاخات من كثرة ما في كلامه من الهواء، وزاغت عيناه من كثرة ما يسطّره من جهالات.وهذا قلم.... وقع في يد منتسب إلى طلب العلم، إلا أنه مغرور يظن نفسه أعلمَ العلماء، ويضع نفسه في مرتبة إمامة العصر، فتراه كلما خطر له خاطرٌ جعله أصلا وصنف فيه التصانيف، واحتال على الاحتجاج له بكل ما يمكنه، فلا تدري الأمةُ أمن أعدائها ينبغي التحرز أمن من قلم هذا؟!وهذا قلم.... سقط لسوء حظه بيد شاعر ماجن، لا يري شيئًا يستحق القولَ إلا القصائد الساقطة والشعر المرذول والكلام الفاحش، حتى تساقط وجهُ هذا القلم مزعةً مزعةً، من شدة الحياء.وهذا قلم.... اجتمعت له الدنيا بفخامتها، فصار إلى كبير من الكبراء أو عظيم من العظماء، لكنه مع هذا أتعسُ هذه الأقلام وأشقاها؛ إذ لا يكاد يكتب إلا ما هو ظلم لإنسان، أو إسقاط حق لآخر، أو قرار تعذيب لثالث، أو أمر قتل لرابع، أو عقاب ظالم لخامس، أو تزوير في أوراق رسمية، أو توقيع على رشوة، حتى أوشك هذا القلم على الانتحار تجنبًا لما يصيبه من آلام هذه المآسي.وهذا قلم.... اجتلبه صاحبه للزينة؛ يلمعه كل يوم وينظفه، ثم يضعه في موضعه اللائق على المكتب، وأما الكتابة فلا يسطر به سطرًا، ولا يكتب به كلمة، فهو عن العلوم والآداب بمعزل، فصار حيًّا أشبه بالأموات، وإنما الميت ميت الأحياء.أسعدني يا صباحي، وشاطرني البكاء على أحوال إخواني الأقلام، والحمد لله أن حالي ليس كحالهم، إلا أن قلبي يتفطر ألَمًا لِما يجري لهم.فأسأل الله - عز وجل - أن يجعل فيك وفيّ خلفًا من ذلك، فاللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها.

الأربعاء، 8 يوليو 2009

بحث في مسألة حكم إطلاق لفظ :أحفاد القردة والخنازير على اليهود؟

الحمد لله وبعد :
فقد دار بين بعض إخواني من طلبة العلم جدال لطيف حول حكم إطلاق ( أحفاد القردة والخنازير) على اليهود ، فأحببت أن أبحث هذه المسألة ، لعلَّ الله ـ تعالى ـ يوفقني للصواب فيها ... آمين. عند التأمُّل في هذه المسألة أنَّ إطلاق لفظ ( أحفاد القردة والخنازير) على اليهود لا يليق ؛ لأنَّ الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه قال: " إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عقباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك". فهم إذاً لم يعقبوا ولم يتناسلوا، بل ماتوا بعض مضيِّ ثلاثة أيام كما حكاه جمع من التابعين ، فكيف نقول عنهم بأنَّهم أحفادهم ؟! وعليه فإنَّ في ذلك تجاوزاً ، وإن كان بعض مشايخنا جوَّزوا هذا الإطلاق عليهم ، كشيخنا الفقيه الأصولي :محمد صدقي البورنو المكنَّى بأبي الحارث الغزِّي ـ حفظه الله ومتَّعنا بعلمه ـ حيث سألته فقال : يجوز إطلاق ذلك ذمَّاً لهم وتوبيخاً، وإن لم يكونوا أحفاداً للقردة والخنازير ، وقد قاس فضيلته ذلك بقوله تعالى حين قال لنبيِّنا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يأمره بمخاطبة اليهود :( قل فلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل) (البقرة:91) وقد كان الخطاب ليهود المدينة ، وهم لم يكن لهم يد في قتل الأنبياء السابقين، ولكنَّ ذلك من باب الذم لهم والإنكار على أفعالهم الشنيعة، حيث إنَّهم يشابهونهم في الصفات والأفعال القبيحة، هذا رأي شيخنا العلاَّمة البورنو ( وله محلّه من النظر والاعتبار)! بيدَ أنِّي أميل إلى أن يُطْلَقَ عليهم أنَّهم :(إخوان القردة والخنازير) اقتداء برسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ حين قال لهم ذلك ، ولمشابهتهم للذين مسخوا في العناد والتمرد على الله وعلى أنبيائه بغير الحق، فاستحقوا ذلكم النعت. وهذا اللفظ أطلقته أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عـلى اليهود أمام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ، ولم يعاتبها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كما في حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن اليهود دخلوا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا : السام عليك ، فقال النبي ـ صلَّى الله عليه وسلم ـ: السام عليكم فقالت عائشة : السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة الله وغضبه فقال: يا عائشة مه ! فقالت : يا رسول الله ! أما سمعت ما قالوا ؟ قال : أو ما سمعت ما رددت عليهم ؟ يا عائشة ! لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه ولم ينزع من شيء إلا شانه).والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 3 / 241 ) من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ وقال الألباني: (إسناده رجاله ثقات على شرط مسلم غير مؤمَّل وهو ابن اسماعيل البصري صدوق سيئ الحفظ) (إرواء الغليل 5/118). وقد أخرج الإمام ابن خزيمة في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها :" أنَّه دخل يهودي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : السام عليك يا محمد ! فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وعليك ، فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك فسكتُّ ، ثم دخل آخر فقال: السام عليك ، فقال: عليك . فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك ، ثم دخل الثالث ، فقال: السام عليك : فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددنا عليهم؛ إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين".أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم :(574) وحكم عليه الألباني كذلك بصحَّة إسناده في السلسلة الصحيحة (2/306). وقد ثبت أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لليهود وهو مشرف على حصون بني قريظة وقد حاصرهم :" يا إخوان القردة والخنازير ، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟" وقد ناداهم بذلك ؛ لكفرهم ونقضهم العهود التي كانت بينهم وبينه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموالاتهم الأحزاب ضدَّه ، ولشتمهم إيَّاه .(الطبري(2/252) تحقيق الشيخ أحمد شاكر، وذكره ابن كثير بتحقيق الوادعي:(1/207) ووردت في ( إمتاع الأسماع ‏صـ 243‏)‏ بنص‏:‏"يا إخوان القردة والخنازير وعبدة الطواغيت ، أتشتمونني؟!" بل ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لآية76 من سورة البقرة نقلاً عن مجاهد قال : قام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يوم قريظة تحت حصونهم فقال:"يا إخوان القردة والخنازير ، يا عبدة الطاغوت". وقد ذكر الإمام ابن كثير أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان عند عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت عائشة : فسلَّم علينا رجل ونحن في البيت فقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فزعاً وقمت في أثره ؛ فإذا بدحية الكلبي ، فقال : هذا جبريل أمرني أن أذهب إلى بني قريظة ؛ وقال : قد وضعتم السلاح لكنا لم نضع طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد ؛ وذلك حين رجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الخندق ، فقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فزعا ، وقال لأصحابه:عزمت عليكم ألاَّ تصلُّوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة ، فغربت الشمس قبل أن يأتوهم، فقالت طائفة من المسلمين : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يرد أن تدعوا الصلاة ، فصلوا ، وقالت طائفة : والله إنا لفي عزيمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما علينا من إثم فصلَّت طائفة إيماناً واحتساباً وتركت طائفة إيماناً واحتساباً ولم يعنف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحداً من الفريقين،وخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمرَّ بمجالس بينه وبين بني قريظة فقال : هل مر بكم أحد فقالوا مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج ، فقال : ذلك جبريل أُرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب ، فحاصرهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمر أصحابه أن يستروه بالجحف حتى يسمع كلامهم فناداهم : يا إخوة القردة والخنازير ، فقالوا : يا أبا القاسم : لم تكن فحاشاً فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه، فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم).قال الإمام ابن كثير بعد إيراده هذا الحديث في كتابه البداية والنهاية: ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وعن غيرها)(البداية والنهاية 4/119). ومن خلال بحثي في هذه المسألة وجدت أنَّ الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ قد نعت اليهود بذلك قائلاً في تفسيره سورة الأعراف عند آية:(واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرَّعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون)(الأعراف:17) فقد وصف الإمام القرطبي هذه الآية بأنَّها من أمَّهات الشريعة ، ثم قال:(إنَّ الله أمر رسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أن يسأل إخوة القردة والخنازير عن القرية التي اعتدوا فيها يوم السبت). بل قال ـ رحمه الله تعالى ـ عند تفسيره لقوله تعالى:( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ) قال :(لما نزلت هذه الآية قال المسلمون لهم : يا إخوة القردة والخنازير ! فنكسوا رؤوسهم افتضاحا , وفيهم يقول الشاعر :
فلعنة الله على اليهود *** إن اليهود إخوة القرود). ولهذا فالذي يظهر لي ـ والله تعالى أعلم ـ جواز إطلاق لفظ :(إخوان القردة والخنازير) على اليهود الملاعين . نسأل الله ـ تعالى ـ أن يكفي المسلمين شرَّهم ، وأن يحرِّر المسجد الأقصى وبلاد المسلمين من دنسهم ، والله المستعان ، وعليه التكلان ، وصلَّى الله على نبيا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

الاثنين، 6 يوليو 2009

أفحكم الجاهلية يبغون , لدمقراطية المجنون !!

أفحكم الجاهلية يبغون , لدمقراطية المجنون !!خالد كروم
لجينيات
يتورط بعضُ من نحب ونحبُّ الخيرَ له حين يريد الكلام في التعصب وآداب الحوار والتعامل بين المختلفين: في تأييد قواعد أو مذاهب باطلة، أو الوقوعِ في إجمالات وتعميمات يندرج فيها حق وباطل؛ فلا يفصِّل ما أجملَه وأبهمَه أو يخصص ما عمَّمَه والحال تقتضي البيان.وأحب أن أتطرق لأمر كان حريا بعموم أهل التوحيد والسنة أن لا يجهلوه؛ لكنَّ شيوعَ دَخَيلِ الأفكار حجب الكثير منا عن رؤية الواضحات! والله المستعان!يزعم بعض إخواننا أن الحل في علاج مشكلاتنا في التعامل والحوار هو في «الديمقراطية».. وهذه الديمقراطية مذهبٌ فلسفي يعني (حكم الشعب للشعب) وهي في زعم أصحابها تكفل الحريَّات حريَّة العقيدة والرأي، والتملك، والحرية الشخصية.والديمقراطيَّة: نظام حكم، ومنهج حياة. لا يحتاج طالب الحق -بصدق- إلى تكلُّفٍ ليعرفَ بطلانَ هذا (الحكم)؛ فهو يعلم أنّ الحل حال النزاع يكون في الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنَّ الله تعالى أمر بذلك فقال: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59]. قال ابن القيم رحمه الله: «من الممتنع أن يأمرَ تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجد عنده فصلُ النزاع»اهـ. [إعلام الموقعين: 43، ط: دار طيبة].فالشريعة هي الحاكمة بين المختلفين. وليست تقتضي الخلاف ولو اقتضتُه لما كان في الرد إليها فائدة. [انظر: الاعتصام للشاطبي: 3/ 272 ط: الدار الأثرية]. أما الديمقراطية فتتضمن إقرار المختلفين على أهوائهم، والردُّ إليها زيادةٌ في الفرقة. وأنَّ حكمَ الله تعالى هو المقدَّم الذي لا يجوز لمؤمن أن يأخذ بغيره، قال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ • أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].وحكم الجاهليَّة هو كما يقول الشيخ السعدي رحمه الله: «كل حكم خالَفَ ما أنزل الله على رسوله. فلا ثمَّ إلا حُكْم الله ورسوله أو حكم الجاهليَّة. فمن أعرَض عن الأول ابتُلِيَ بالثاني» [تيسير الكريم الرحمن: 1/ 564، ت: اللويحق، ط: دار السلام].قال شيخ الإسلام -في «منهاج السنة»-: «من استحلَّ أن يحكم بين الناس بما يراه عدلا من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر»اهـ [استفدته من: الديمقراطية ونظريات الإصلاح، لسعيد عبد العظيم: 68، ط 5: دار الإيمان]. وقال عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب: 36].وأنَّ شريعتَه تبارك اسمه خير الشرائع وأكملها وأقومها، المتضمنة لأعدل الأحكام. وقد عَنْوَنَ الشيخ عبد المحسن العباد رسالة له في الديمقراطية بقوله: «العدل في الإسلام لا في الديمقراطيَّة»، وصدق أثابه الله وحفظه. ومن رضي بغير الإسلام بدلا فهو خائب خاسر. فلا وجه لما يزعمه البعض من أن الاستفادة من النظام الديمقراطي لا يتعارض مع الإسلام؛ إذ إن الديمقراطية حكم ومنهج حياة. كما تقدم، وحكم الإسلام أن لا نتحاكم إلى غير الشريعة. قال الشيخ محمد الإمام: «الديمقراطية تشريع من دون الله» [تنوير الظلمات بكشف مفاسد وشبهات الانتخابات: 17].ويزعم البعض أن الديمقراطية في الغرب هي الشورى في الإسلام، وهذا جهل؛ جهل بحقيقة الديمقراطية، وحقيقة الشورى: - فالشورى: استشارة ذوي الرأي والدين [انظر: التعليق على السياسة الشرعيَّة، لابن عثيمين رحمه الله: 438]. والديمقراطية: أصوات مختلفي الأهواء والمشارب.- والشورى: مشاركة في الرأي، والديمقراطية: مشاركة في الحكم.- والشورى بحث عن الأصلح في ميزان أهل العلم والدين [انظر كلام شيخ الإسلام في المصدر السابق: 440 – 441]، والديمقراطية: بحث عما يرضي الأكثرية من مختلفي الأهواء.- الشورى: من الإسلام. والديمقراطية: من الكفار.- الشورى: تدعو للألفة [السابق: 437]، والديمقراطية: تدعو للفرقة.وقد يدَّعي البعض أنه يقصد باستخدامه لهذا المصطلح -الديمقراطية- أمورا أقرَّها الشارع، فيقال له: ما الذي يحوجك إلى هذا الاستخدام -إن كانت صادقا- وفي ديننا ما يغني، وفي استخدام ذلك المصطلح الكثير من المشكلات الفكرية: كترك المحكم إلى المتشابه، والمصطلح الشرعي إلى البدعي، والترويج لمضامين كفرية يحتملها ذلك المصطلح.ومن الفتن الفكرية التي روَّج لها المستغربون: فتنة «تقديم المصطلحات والمفاهيم الغربية الحادثة على الأسماء الشرعيَّة» [موقف أهل السنة والجماعة من المصطلحات الحادثة، د. عابد السفياني: 18].فالديمقراطية: تشتمل على الكثير من الضلالات والآثار السيئة، قال الشيخ الكتور صالح الفوزان: «والدين منها بريء» [أسلمة الديمقراطية حقيقة أم وهم؟ لمحمد شاكر الشريف: التقديم: 3]. ومن آثارها: الفوضى، والتعددية الفكرية والسياسية (= التفرق)، والانصراف عن تحكيم الشريعة بين الناس. وهي حكم جاهلي كافر، قال محدث الديار اليمنية الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: «من عرَفَ الديمقراطيَّة ورضِيَ بها فهو كافر، لأنَّ معناها لا حكم للكتاب والسنَّة؛ بل الحكم للشعب» [الباعث على شرح الحوادث: 18، مكتبة صنعاء الأثرية].وصدق من قال: «لا ديمقراطية في الإسلام، ولا إسلام في الديمقراطية» [نقض الجذور الفكرية للديمقراطية الغربية: 107].لكنَّ الغشَشَةَ يزينونها للناس بتحريفهم لبعض الكلم عن مواضعه. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتِ الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» [رواه البخاري: (4547)].اللهم اعصمنا بالسنة، وطهر قلوبنا من كل فتنة.

الأحد، 5 يوليو 2009

الطريق الى الله الجزء الرابع والاخير

المفهوم الشامل للقوة في الإسلام
والقوّة ليست ذلك ، ولكنَّها قوّة العقيدةِ والخلُق، القوّةُ في العبادةِ والسّلوكِوالجِسم والعِلم والصّناعة والتّجارة. تلك القوّةُ التي تتَّجه بجهدالإنسانِ إلى الخير وتقودُه إلى الرَّحمة، وتجعَل منه أداةً يحِقّ اللهبها الحقَّ ويبطِل الباطِل.
العقيدة أهم عناصر القوةومِن أهمِّ عناصر القوةِ قوّةُ العقيدة ورسوخُ الإيمان، فصاحِبُ العقيدة القويّة يؤمن بالله، يتوكَّل عليه، يعتقد أنّه معه حيث كان، تراه تاليًا للقرآنِ ذاكرًا لله تعالى , ومِن أسرارقوّةِ العقيدة أنّه لا يستطيعُ إنسانٌ كائنًا من كان أن يمنعَك من رِزق كتبه الله لك، ولا أن يعطيَكَ رِزقًا لم يَكتُبه الله إليك، بهذا ينقطِع حبلُ اللجوءِ إلى أغنياءِ الأرض وأقويَائِها، ويتَّصِل العبد بحبلِ اللهالمتينِ، فهو المعطِي المانع والرَّزّاق ذو القوّة المتين ، يقول رسول اللهلابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما: ((يا غلام، إني أعلِّمُك كلمات: احفظِ اللهَيحفظْك، احفَظِ الله تجِدْه تجاهَكَ، إذا سألتَ فاسْألِ اللهَ، وإذااستعنتَ فاستعِن بالله، واعلم أنّ الأمةَ لو اجتمَعت على أن ينفعوك بشيءٍلم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمَعوا على أن يضرّوك بشيء لميضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلامُ وجفَتِ الصحف(رواه الترمذي). ولِقوّةِ العقيدةِ قال رسول الله لعمرَ بنِ الخطاب رضي اللهعنه: ((والذي نفسي بِيَده، ما لقِيَك الشيطان سالِكًا فجًّا قطُّ إلاّسلَك فجًّا غيرَ فجِّك)) رواه البخاري. وهذه فضيلة عظيمةٌ لعمرَ رضي الله عنه تقتضِي أنّ الشيطانَ لا سبيلَ له عليه لقوّةِ إيمانه، لا أنّ ذلك يقتضي وجودَ العِصمة.وبقوّة العقيدةِ والإيمان جعلَ الله لرسوله من الضعفِ قوّةً، والقِلّة كثرةً، ومنَ الفقر غِنى ، لقد كان فَردًا فصارأمّةً، وكان أمّيًّا فعلَّم الملايين ، وكان قليلَ المال فصار بالله أغنى الأغنياءِ، قال الله تعالى:" أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَضَالاً فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى" [الضحى:6ـ8].
قوة الصبر والجلدالمؤمِنُ القوِيّ يتماسَك أمامَ المصائبِ ويثبُت بين يدَيِ البلاء راضيًا بقضاء الله وقدَره، وقد صوَّر هذا رسولُنا بقوله: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّأمرَه كلَّه خير، وليس ذلك لأحدٍ إلاّ للمؤمن؛ إن أصابته سرّاءُ شكَر فكانخيرًا له، وإن أصابَته ضرّاء صبرَ فكان خيرًا له)) رواه مسلم.قوة العبادةوالقوّةُفي العبادةِ بالمحافظة على الفرائِض والاجتهادِ في الطاعات والتّنافس فيالخيرات والتقرُّب إلى الله، فلا يمدّ يدَه إلاّ إلى الحلال، ولا يعيشُ إلا في الطاعَةِ والرّضوان، لقد كان رسولُ الله يقوم حتى تفطَّرت قدَماه،لا يتركُ قيامَ الليل، وكان يتصدَّق بكلِّ ما عِنده.قوة الأخلاقوالقوّة في الأخلاقِ، لقد فتحَ المسلمون الأوائِل بعضَ البلدان بقوّةِ الأخلاق دون أنتتحرَّك جيوشٌ أو تزَلزَل عُروش، وبعضُ المسلمين اليومَ جمَع من العلمِ فأوعَى وخلاَ من الخُلُق الأوفى.القوّةُ في الأخلاق دليلُ رسوخِا الإيمان، فإلقاءُ السلام عبادةٌ، وعِيادة المريض عِبادة، وزِيارة الأخِ فيالله عِبادة، وتبسُّمك في وجهِ أخيك صدقة , ومن القوّة ثَبات الأخلاقِ ورُسوخ القِيَم في الفرَح والشِدّة والحزن والألم، مع الصّديقِ والعدوِّوالغنيِّ والفقير، قال تعالى:" وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" [المائدة:8]. ومن وصايَا رسول الله لمن أراد الغزوَ أن لا يقتُلوا طِفلاً ولا امرأةً ولاشَيخًا كبيرًا. رواه أبو داود.لقد فعَل مشرِكو مكّةَ برسولِ اللهما فعلوا، آذَوه وحاصَروه، واتَّهموه وكذَّبوه، أخرجوه ثم شهَروا سيوفَهمليقتلوه. وتمرّ السّنون، ويعود رسولُ الله إلى مكّةَ فاتحًا متواضِعًا لله متذلِّلاً، ويقول لأولئكَ الذين فعَلوا ما فعلوا: ((ما تظنّون أني فاعلٌبكم؟)) قالوا: أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال: ))اذهبوا فأنتم الطّلَقاء((إنّهانتصارِ المبادِئ ورسوخُ القِيَم والقوّة في الأخلاق، وحاشا رسولَ الله أنينتقِمَ لنفسِه أو يثأرَ لشخصِه، وفي الحديث: "وما انتقَمَ رسول اللهلنفسِهِ إلاّ أن تنتَهَك حرمةُ الله فينتقمَ لله بها". رواه البخاري. وفيعالمنا اليومَ من تنتفِخ أوداجُه وتحمرّ عيناه ويصيبه الأرَق والقلَق ولايهدَأ روعُه حتى يثأرَ لنفسِه وينتقِمَ لشخصِه المبجَّل، لكنّه لا يحرِّك ساكنًا ولا يشعُر قلبه امتِعاظًا إذا انتُهِكت محارمُ الله

قوة الإرادةوالقوّةُ في الإرادَةِ بمغالبة الهوَى والاستعلاءِ على الشهوات، قال تعالى:" وَلاتَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ "[ص:26]. وفي سيرةِ نوحٍ عليه السلام ترى قوّةَ العزيمة والإرادَةِ وهو يسير في دعوتِه ليلاًونهارًا، سِرًّا وجهارًا، يمرّ عليه قومُه وهو يصنَع السفينة، فيُلقُون على سمعه عباراتِ التهكّم والسّخريةِ، فلم تهن عزيمتُه ولم تضعُف إرادَته ؛ لأنه كان واثِقًا بنَصر الله، مطمئنًّا إلى وعدِه سبحانه، قال الله تعالى:" وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوامِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَاتَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِوَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ [هود:38، 39].قالَ ابن القيِّم رحمه الله: "اعلَم أنَّ العبد إنما يقطَع منازلَ السيرِ إلى اللهبقلبه وهمّتِه لا ببدنِه، والتقوى في الحقيقةِ تقوَى القلوب لا تقوَى الجوارح.فالكيِّسُ يقطَع من المسافَةِ بصحَّةِ العزيمة , وعلُوِّ الهِمّة وتجريدِ القصد وصحّةِ النية مع العملِ القليل أضعافَ أضعافِ ما يقطعه الفارغُ من ذلك مع التّعَب الكثير والسّفَر الشاقّ، فإنّ العزيمةَ والمحبّة تذهِب المشقّةَ وتُطيِّبالسير، والسّبقُ إلى الله سبحانه إنما هو بالهِمَم وصِدقِ الرّغبة،فيتقدّم صاحبُ الهِمّة مع سكونِه صاحبَ العمل الكثيرِ بمراحل، فإن ساواه في همّته تقدّمَ عليه بعَمَلِه" انتهَى كلامه رحمه الله.الذلُّ قبيح، وفي قَبوله هَلاك
الذلُّ قبيح، وفي قَبوله هَلاك، وحينَ يوضَعُ في موضِعِه الصحيحِ يُعتَبر قوّةًوعِزًّا، قال تعالى: "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "[الإسراء:24].قوة السيطرة على النفس وضبطهاالقوّة في ضبطِ النفسِ والسّيطرة عليها، قال : ((ليس الشّديدُ بالصّرعَة، إنما الشديد الذي يملك نفسَه عند الغضب)) رواه البخاري.كظمُ الغيظِ قوّةٌ، قال تعالى:" وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ [آل عمران:134].القوة البدنية
تحصيلُا لقوّةِ البدنيّة من أهدافِ الشارع الكريم، وفي سبيلِها كان تحريمُالخبائث من الطّعام والشراب، كالخمرِ والميتة ولحمِ الخنزير، وفي سبيلهاكانت عِناية الإسلام برياضةِ البدَن، ومن أجلِ العافية حثَّ الإسلام على التداوِي وأمر بابتغاءِ العِلاج: ((تداووا فإنَّ الله لم يضَع داءً إلاّوضع له شفاءً ـ أو قال: دواءً ـ إلاّ داءً واحدًا))، قالوا: يا رسول الله،وما هو؟ قال: ((الهرَم)) رواه الترمذي وقد صارَع رسول الله ركانةَفصَرَعه، وكان ذلك سببَ إسلامه، وثبَتَ أنه رمَى بالقوسِ وطَعَن بالرّمح وتقلَّد السيفَ وركِب الخيل. كلُّ ذلك لتُسخَّر هذِه الأجسامُ في طاعةِالله وتُشغَل بالخيرِ وتُبعَد عن كلِّ ما هو محرَّم.عندما تثمر القوى قوى أخرىومع قوّةِالإيمان والأخلاقِ والجِسم تكون القوّةُ في العلم والمعارِفِ والمِهَن،والقوةُ في الجدِّ في مباشرةِ العمَل، وذلك باطِّراح الكَسَل جانِبًاوالخمول ظِهرِيًّا، ذلك العمَل الذي ينمِّي الإنتاجَ ويزيد الثّروَة ويحفظكراماتِ الأفراد ويصِل بالأمة إلى غايتِها من السّيادَةِ والقيادة.ولقدكان رسولُ الله يستعيذ من كلِّ أسباب ومظاهرِ الضّعف فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من العجزِ والكسَل)) رواه البخاريحاجة المسلم للقوةإنّ قوّةَ المسلم ضرورةٌ لا بدّ أن تتحقَّق؛ ليصدُق عليه وصفُ الإسلام وتكتمِلفيه دعائِم الإيمان، وحتى لا يصبِح المسلمون بضعفِهم وهوانهم فتنةً للناس،يصدّونهم عن السبيل، وتتداعى عليهِمُ الأكلَةُ كما تداعَى الأكلَة إلى قصعَتها.إنّه ينبغي أن لا يَنسَى العبد ربَّه مع مباشرةِ هذهالأسباب، فإنّ العوائقَ جمّة، والحاجة إلى عونِ الله وتوفيقِه في كلِّلحظةٍ وآن، وفي محكمِ التنزيل:" لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ"[الكهف:39]،قال عزّ وجلّ في دعاء نوحٍ بعد أن كذّبه قومه وبذلَ جميع الأسباب: "فَدَعَارَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ" [القمر:10]، وقال تعالى عن موسىعليه الصلاة والسلام في وصيّته لقومه بعد أن هدَّدَهم فرعونُ بقتلِأولادهم:" قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواإِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" [الأعراف:128]، وقال أيضًا عن وصية أخرى منموسَى لقومه:"وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ" [يونس:84]،وقال تعالى عن يوسفَ عليه الصلاة والسلام عندما تعرَّض لفتنةِ النساء": قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْالْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (يوسف)
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الطريق الى الله الجزء الثالث

الفقه المعوج عند الناس لفرض العين وفرض الكفاية
إن بعض الناس يسيئون فهم قضية فروض الكفاية وفروض العين، ويضعون أمر نصرة الإسلام والدفاع عنه والجهاد في سبيله في خانة فروض الكفاية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين، ويحسبون أن قيام البعض بذلك الفرض يعني الانصراف عنه أو خذلانه، وربما تعويقه والعمل على نقيضه، وذلك خطر ذميم، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71)، (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) (النحل: 92)، كما أن الفهم الصحيح لفرض الكفاية يقضي بأنه "إذا قامت به جماعة سقط عن الباقين"، والله يعلم- والناس أجمعون يعلمون- أنه لم "يقم" بناء الإسلام الكامل بعد ما انتقصه منه أعداؤه.. وأن المتصدرين لنصرة الإسلام والعمل له غير قادرين وحدهم على القيام الحق بذلك الفرض في تلك الظروف العالمية المعادية للإسلام، والمتربصة بأهله.. وكيف يُظن بهم القدرة على ذلك وكثير من المسلمين يرتضي لنفسه مقام الغفلة من دينه، والجهل به، أو العداء له ممن ينتسبون إليه؟؟
قم ودع عنك الرقادا
قم ودع عنك الرقاد ***** إنه الإسلام عاد
في سبيل الله سرنا ***** وأعلنا الجهاد
نحن بالرشاش عدنا ***** نملك اليوم القياد
ومشينا صحوة الجيل ***** جموعاً وفراد
ما عرفنا العيش إلا ***** عنفوانا وجلاداً
هب جمع المؤمنين ***** للشباب الصادقين
في ليالي الكرب ساروا ***** خلف قرآن مبين
لم يبالوا بالرزايا ***** بين أنياب السنين
بشر الناس بصبح ***** مشرق بالبينات
وبه الفتح تجلى ***** في بطون الظلمات
وبصف وحدته ***** بالهدى أيدي الأباة
يا ليالي الظالمين ***** يا هوان العابثين
يا ضياعاً في السنين ***** قد أتى الوعد المبين
قد أتيناكم برشاش ***** وقرآن مبين
خذوا الكتاب بقوة بالمسارعة في طاعة وعبادة المولىفيا أيها الغافل ... إلى متى تؤخر فعل الصالحات ؟!
أما علمت أن العجلة لا تحمد إلا في عمل الآخرة؟!
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"التؤدة في كل شئ خير إلا في
عمل الآخرة"[رواه ابو داود والحاكم والبيهقي/ صحيح الترغيب
للألباني:3356]
ولتعلم أخي المسلم أن المسارعة إلى الخيرات تبدأ معك من أصغر
عمل من أعمال البر والطاعات حتى أكبر عمل منها..
فلا تستحقرن عملاً من أعمال الخير , فإنه وإن كان عندك صغيرا فإنه
عند الله عظيم..
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :"كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وان تفرغ من دلوك في إناء اخيك"
[رواه احمد والترمذي/صحيح الترغيب:2684]

أخي المسلم ... لقد دعاك الله إلى جنة عرضها السموات والأرض , ولم
يطلب منك ثمناً لها إلا المسارعة إلى طاعته ... فماذا عملت لتكون من
أهل جناته ونعيمه المقيم؟! قال الله تعالى{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم
وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}
فبادر وسارع قبل حلول الآفات وإظهار الندم والحسرات! يوم لا ينفع ندم ولا حسرات
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -(بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا)[رواه مسلم]
فيا معرضاً عن الصالحات! ويا كسولا عن الطاعات ! بأي شئ لهوت ؟! أم أي خير أدركت؟! أأخذت من الموت أماناً ؟!
فاعمل ليوم الرحيل .. وسارع إلى الذخر الباقي , فإنك لسعيد إن شغلك عمل الآخرة عن عمل الدنيا.
عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : قلت يا رسول الله أوصني؟ قال: (اعبد الله كأنك تراه وأعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية)[رواه الطبراني/ صحيح الترغيب:3342]
أخي حاسب نفسك كم أضعت من عمرك في غير الطاعات؟! وكم من ساعات عمرك لم تستثمرها في عمل الصالحات؟!
فكم من أناس ذهبت أعمارهم سدى .. وانقضت أيامهم من غير فائدة! غرهم طول الأمل ! وأسكرتهم الدنيا بشهواتها!
قال النبي صلى الله عليه وسلم( اغتنم خمس قبل خمس :شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك)[رواه الحاكم/ صحيح الترغيب: 3355]
فهل أنت من المغتنمين لأيام العمر؟! أم أنك من المضيعين المفرطين؟!
إن كل يوم يمضي من عمرك حجة عليك .. وشاهد عليك غداً! وشتان ما بين من عمّر أيامه بالطاعات.. ومن عمرها بالسيئات! ومن العجب أن تنقضي السنين بعد السنين .. وترى البعض منصرفاً عن الطاعات.. مقبلاً على المعاصي!وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم( من عمر من أمتي سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر)[رواه الحاكم/ صحيح الترغيب:3360]
وعكس هذا الغافل .. رجل أفنى عمره في الطاعات .. وبادر إلى الخيرات.. والتمس ما عند الله من رفيع الدرجات .. وفي هذا قال النبي صلى الله عليه وسلمألا أنبئكم بخيركم ؟!) قالوا: نعم , قال
(خياركم أطوالكم أعماراً وأحسنكم أعمالاً)[رواه احمد وابن حبان والبيهقي/ صحيح الترغيب:3361]
أخي المسلم ... إن العاقل من وعظ بغيره , فها هو الموت يخطف الأرواح من حولك.. وسيأتي يومك!
فهل اعتبرت بذلك؟! فتذكر يوم أن تبلغ الروح الحلقوم! ماذا أعددت لتلك اللحظات؟!
فإياك أن تكون ممن قال الله عنهم:{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون* لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}
فاعمل لذلك اليوم الذي لا تنفعك فيه إلا الطاعات .. فإن الناجي يومها من بادر إلى الطاعات قبل الممات.. وأفلت من تلك الكربات
أخي المسلم ... إن أول ما يجب عليك أن تبادر به التوبة ,
فإياك وتسويفها , فبادر بالرجوع إلى ربك تعالى وادخل في طاعته .. واهجر مساخطه قال تعالى: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}0
دعوة من السماء للصادقين الأوفياء أن يأخذوا الكتاب بقوة
قال سيد قطب عند تفسير قوله تعالى"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)":
قم لتحمل اللواء وتتحمل الّأواء في سبيل رب الأرض والسماء
إنها دعوة السماء ، وصوت الكبير المتعال . . قم . . قم للأمر العظيم الذي ينتظرك ، والعبء الثقيل المهيأ لك , قم للجهد والنصب والكد والتعب , قم فقد مضى وقت النوم والراحة . . قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد . . وإنها لكلمة عظيمة رهيبة تنتزعه - صلى الله عليه وسلم - من دفء الفراش ، في البيت الهادئ والحضن الدافئ . لتدفع به في الخضم ، بين الزعازع والأنواء ، وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء .
الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاًولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً
إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً ، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً . فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير . . فماله والنوم؟ وماله والراحة؟ وماله والفراش الدافئ ، والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح؟! ولقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر وقدّره ، فقال لخديجة رضي الله عنها وهي تدعوه أن يطمئن وينام : « مضى عهد النوم يا خديجة » ! أجل... مضى عهد النوم وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب والجهاد الطويل الشاق!
{ يا أيها المزمل . قم الليل إلا قليلاً . نصفه أو انقص منه قليلاً . أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً } . .
إنه الإعداء للمهمة الكبرى بوسائل الإعداد الإلهية المضمونة . . قيام الليل . أكثره أكثر من نصف الليل ودون ثلثيه . وأقله ثلث الليل . . قيامه للصلاة وترتيل القرآن . وهو مد الصوت به وتجويده . بلا تغن ولا تطر ولا تخلع في التنغيم .
من يأخذ هذا السيف بحقه؟
في غزوة أحد جرد الرسول - صلى الله عليه وسلم - سيفا باترا من غمده ونادى اصحابه :من يأخذ هذا السيف بحقه ؟
فقام إليه رجال ليأخذوه - منهم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وعمر بن الخطاب - , حتى قام إليه أبو دجانه ( سماك بن خرشة ) فقال : وما حقه يا رسول الله ؟ قال: أن تضرب به وجوه العدو حتى ينحني .
قال أنا آخذه بحقه يا رسول الله فأعطاه إياه .
وكان أبو دجانه رجلا شجاعا يختال عند الحرب وكانت له عصابة حمراء
إذا اعتصب بها علم الناس انه سيقاتل حتى الموت , فلما أخذ السيف عصب رأسه بتلك العصابة , وجعل يتبختر بين الصفين وحينئذ قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الوقت , فقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس , وجعل لا يلقى مشركا إلا قتله وأخذ يهد صفوف المشركين هدّا ,فقال :الزبير بن العوام وجدت في نفسي حين سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السيف فمنعنيه وأعطاه أبو دجانة وقلت: أي في نفسي أنا ابن صفية عمته ومن قريش , وقد قمت إليه فسألته السيف قبله فأعطاه إياه وتركني والله لأنظرن ما يصنع ؟فاتبعته فاخرج عصابة حمراء فعصب رأسه فقالت الانصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت , فخرج وهو يقول :
أنا الذي عاهدني خليلي ....... ونحن بالسفح لدى النخيل
ان لا اقوم الدهر في الكيول ......اضرب بسيف الله والرسول
فجعل يقتل كل مشرك يقابله وإذا بفارس من المشركين يتوسط الجيش
فأراد أبو دجانه قتله فإذا هي امرأة فقال أكرمت سيف رسول الله أن اضرب به امرأة وكانت تلك المرأة هند بنت عتبه (أهـ).
فمن يأخذ لواء الدين بحقه فيعيش وقد حكم فيه الإسلام أو يقتل قتلة الأحرار الكرام , فالمسلم يأخذها ضربة في عز ولا يرضى الذل أبدا؟!!!.
أنواع القوى التي نحتاجها
قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم - : ((المؤمن القويّ خيرٌ وأحبّ إلى الله منَ المؤمِن الضعيف، وفي كلٍّ خير)) رواه مسلم.
أحكام خاطئة في تحديد مفهوم القوة والضعفينطلِقكثيرٌ منَ الناس في مفهومِ القوة والضعفِ من منظورٍ مادّي واعتباراتٍ أرضيّة، فهذا يقدِّر القوةَ والضعف بحسَب إقبالِ الدنيا وإدبارها، وآخرُ يقدِّر القوّةَ بممارسةِ الجبَروت والقهرِ والبغيِ والطغيان، وثالث يظنّ القوةَ لمن كان له جاهٌ أو حَظوة من سلطان ، ورابعٌ يركَن في قوّته إلى ماله أو ولدِه أو مَنصبِه، وخامِسٌ يستمدّ قوّتَه من إجادةِ فنون المكرِوالكيد والخِداع والقدرةِ على التلوّن حسَب المواقف والأحوال.